عاجل

مصر تمسك بورقة ضغط استراتيجية بعد حصولها على إدارة ميناء دوراليه في جيبوتي

ميناء دوراليه
ميناء دوراليه

في خطوة اعتبرها مراقبون نقلة نوعية في السياسة الإقليمية المصرية، نجحت القاهرة في إبرام صفقة استراتيجية مع دولة جيبوتي حصلت بموجبها على إدارة وتشغيل ميناء دوراليه، الميناء الأهم على البحر الأحمر والذي تمر عبره نحو 95% من تجارة إثيوبيا الخارجية.

خاصة وان إدارة مصر لميناء دوراليه ليست مجرد إنجاز اقتصادي أو صفقة استثمارية عابرة، وإنما هي خطوة استراتيجية كبرى تعكس عودة القاهرة بقوة إلى القرن الأفريقي، وتمنحها نفوذًا غير مسبوق على واحد من أهم شرايين الاقتصاد الإثيوبي، في توقيت تحتاج فيه المنطقة إلى توازن قوى يعيد صياغة المشهد.

 

ميناء دوراليه.. شريان إثيوبيا الوحيد

ميناء دوراليه يعد المنفذ البحري الرئيسي لإثيوبيا الدولة الحبيسة التي لا تمتلك أي إطلالة على البحر، وتعتمد بشكل شبه كامل على هذا الميناء في استيراد احتياجاتها من الغذاء والوقود والسلع الأساسية، فضل عن تصدير منتجاتها إلى الأسواق العالمية وبحسب تقارير اقتصادية، فإن أكثر من 90% من واردات إثيوبيا تأتي عبر هذا الميناء، ما يجعله بمثابة "الرئة الاقتصادية" التي تتنفس منها أديس أبابا.

 

البعد الاستراتيجي للصفقة

الصفقة المصرية لإدارة الميناء لا يمكن النظر إليها باعتبارها مجرد اتفاق تجاري أو استثماري في مجال الموانئ بل تمثل ورقة ضغط سياسية من العيار الثقيل، خاصة في توقيت حساس يتزامن مع استمرار الخلافات بين القاهرة وأديس أبابا حول ملف سد النهضة ويرى محللون أن مصر أصبحت تمتلك اليوم "مفتاح الهواء" الذي تتنفس منه إثيوبيا وهو ما يمنح القاهرة قدرة أكبر على المناورة السياسية والاقتصادية في مواجهة التعنت الإثيوبي.

 

مصر تتمركز في القرن الأفريقي

الصفقة مع جيبوتي تأتي بعد التحركات المصرية المتنامية في الصومال خلال الشهور الماضية ما يعني أن القاهرة باتت تتمركز بقوة في منطقة القرن الأفريقي المطلة على أهم الممرات المائية العالمية، وعلى رأسها باب المندب، الذي يمثل نقطة ارتكاز رئيسية في الأمن القومي المصري والعربي.

 

مكاسب سياسية واقتصادية

إلى جانب البعد السياسي، تحمل الصفقة مزايا اقتصادية لمصر، حيث يفتح ميناء دوراليه افاقا واسعة للاستثمار في الخدمات اللوجستية والتجارة البينية مع أفريقيا، فضلا عن تعزيز مكانة مصر كمحور إقليمي في إدارة وتشغيل الموانئ، خاصة بعد النجاحات المحققة في تطوير الموانئ المصرية على البحرين الأحمر والمتوسط.

 

ورقة ضغط في مواجهة التعنت الإثيوبي

مصر لم تعد تكتفي بالتحرك في مسار التفاوض الدبلوماسي فقط، بل باتت تمتلك أدوات ميدانية مباشرة قادرة على التأثير في حسابات إثيوبيا ومع استمرار تعنت حكومة أديس أبابا في ملف سد النهضة، فإن ورقة دوراليه قد تتحول إلى عامل ردع وضغط سياسي واقتصادي، يجبر الجانب الإثيوبي على مراجعة مواقفه.

 

 

تم نسخ الرابط