باتريك باسكال: الحرب الروسية الأوكرانية دخلت في مسار طويل ومكلف |فيديو

أكد باتريك باسكال، الدبلوماسي الفرنسي السابق، أن الحرب الروسية الأوكرانية دخلت في مسار طويل ومكلف، مؤكدًا أن استمرار النزاع أصبح مدمّرًا لجميع الأطراف، بما في ذلك روسيا نفسها، وأنه يعرقل فرص السلام التي يمكن أن تمثل أساسًا لتكامل أوروبي أوسع.

تكلفة الحرب وآثارها 

وأشار باتريك باسكال، خلال مداخلة مع الإعلامية أمل الحناوي في برنامج «عن قرب مع أمل الحناوي» على قناة القاهرة الإخبارية، إلى أن فوائد السلام لن تقتصر على إنهاء القتال فقط، بل ستنعكس بشكل مباشر على استقرار القارة الأوروبية والنظام الدولي، مؤكدًا أن استمرار الحرب يعني اللجوء إلى القوة بدلًا من القانون، وهو ما يهدد أسس الشرعية الدولية.

وأضاف باتريك باسكال أن كل يوم يمر في ظل النزاع يزيد من التعقيدات السياسية والاقتصادية، ويؤثر على جهود التكامل بين الدول الأوروبية، ويضعف فرص بناء نظام أمني موحد يضمن استقرار المنطقة على المدى الطويل.

الاجتماعات الدبلوماسية

وأوضح باتريك باسكال أن الفترة الأخيرة شهدت عقد اجتماعات دبلوماسية مكثفة في عواصم عدة مثل جنيف، فيينا، واشنطن، وألاسكا، تناولت الأزمة الأوكرانية وتواصل القادة مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مشيرًا إلى أن قمة واشنطن أثارت جدلًا واسعًا بسبب ظهور الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب جالسًا في مواجهة قادة أوروبا، ما اعتبره البعض دلالة على ضعف الموقف الأوروبي في الملف الأوكراني.

وأضاف باتريك باسكال أن هذه الاجتماعات لم تسفر عن نتائج حاسمة فيما يخص الضمانات الأمنية أو وضع أسس جديدة للمفاوضات، مؤكدًا أن النقاشات لم تحقق تقدمًا ملموسًا، رغم تركيز ترامب على هدفه الأساسي وهو التوصل إلى وقف إطلاق النار في أسرع وقت ممكن.

ألاسكا ومؤشرات تعقيد النزاع

رأى باتريك باسكال أن المشهد في ألاسكا كشف عن تعقيد الوضع في أوكرانيا، مؤكدًا أن الصراع ما زال محتدمًا وربما أصبح أكثر تعقيدًا مما كان عليه سابقًا، وهو ما يعكس صعوبة الوصول إلى تسوية شاملة في الوقت الراهن.

وأشار باتريك باسكال إلى أن استمرار هذا التعقيد يعزز من الحاجة إلى تحرك دولي جاد وموحد، يضمن التوصل إلى حلول سياسية دبلوماسية بعيدًا عن التصعيد العسكري، مع ضرورة مراعاة مصالح جميع الأطراف لتحقيق السلام والاستقرار المستدامين.

أهمية الحلول الدبلوماسية 

شدد باتريك باسكال على أن الحلول الدبلوماسية تظل الخيار الأهم، وأن المجتمع الدولي مطالب بالضغط على الأطراف المتصارعة لتبني مفاوضات عادلة وشفافة، تمكن من إنهاء النزاع بشكل يضمن استقرار المنطقة وأمنها.

وأضاف باتريك باسكال أن أي اتفاق مستقبلي يجب أن يراعي الشرعية الدولية ويضع حدًا لانتهاك القانون الدولي، مؤكدًا أن السلام في أوكرانيا ليس فقط ضرورة للأطراف المتصارعة، بل يمثل حجر الأساس لاستقرار أوروبا والنظام العالمي بأسره.

الرؤية المستقبلية للسلام 

واختتم باتريك باسكال حديثه بالتأكيد على أن السلام في أوكرانيا يحتاج إلى إرادة سياسية قوية من جميع الأطراف، مع تعاون دولي متكامل، مشددًا على أن أي تأجيل أو تراجع في المساعي الدبلوماسية سيزيد من الخسائر البشرية والاقتصادية، ويؤثر سلبًا على استقرار أوروبا والعالم.

وذكر باتريك باسكال أن الدور الأوروبي والأمريكي في هذا السياق حيوي وأساسي لضمان وقف الأعمال العدائية، وفتح الطريق أمام عملية سلام حقيقية وشاملة تعيد الأمن والاستقرار إلى المنطقة.