النيابة تُخلي سبيل طرفي واقعة «صفعة الجلاء».. كلاهما من ذوي الهمم

حصل موقع نيوز رووم على نص قرار النيابة العامة بشأن الواقعة المثيرة للجدل التي شهدتها مدينة شبين الكوم بمحافظة المنوفية، بعد تداول مقطع فيديو يُظهر مواطنًا يقود دراجة هوائية يعتدي على آخر من ذوي الهمم بصفعة قوية أثناء وقوفه في شارع الجلاء.

وفي مفاجأة غير متوقعة، كشفت التحقيقات أن كلا الشخصين – الجاني والمجني عليه – من ذوي الهمم، وهو ما دفع النيابة إلى إصدار قرار يراعي ظروف الواقعة الإنسانية والاجتماعية.

تفاصيل قرار النيابة

في القضية رقم 5081 لسنة 2025 إداري قسم شبين الكوم، جاء نص قرار النيابة العامة على النحو التالي:

صرف كل من نوره.م.ص وبسمة.ص من سراي النيابة.

صرف المتهمين "عوض الله محمد" و"إيهاب صبحي محمود" من سراي النيابة، مع تسليمهما لذويهما، وأخذ التعهد عليهم بحسن رعايتهما وملاحظتهما.

طلب تحريات المباحث حول الواقعة وظروفها وملابساتها لكشف الحقيقة كاملة.

تسليم الدراجة المضبوطة لمالكها بموجب إيصال رسمي.

الواقعة التي أثارت الغضب

تعود الواقعة إلى مساء أول أمس، حينما رصدت كاميرات المارة مشهدًا صادمًا في شارع الجلاء بمدينة شبين الكوم، حيث أقدم أحد الأشخاص على دراجة هوائية بصفع شاب من ذوي الهمم أثناء وقوفه بجانب الطريق، دون مقدمات، ما أدى إلى سقوط الضحية على الأرض في مشهد استفز مشاعر المواطنين ورواد مواقع التواصل الاجتماعي.

الفيديو، الذي تم تداوله على نطاق واسع عبر منصة "فيسبوك"، أثار حالة من الغضب والاستياء، ودفع عددًا كبيرًا من النشطاء إلى إطلاق هاشتاجات لدعم الضحية والمطالبة بمحاسبة الجاني، وسط دعوات بعدم التساهل في قضايا العنف ضد ذوي الاحتياجات الخاصة.

التحرك الأمني السريع

على الفور، تحركت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن المنوفية، حيث تمكنت مباحث بندر شبين الكوم بقيادة المقدم أحمد عرفة من تحديد هوية المتهم، وهو عامل مقيم بمنطقة الجلاء البحري، ويدعى "ا.ب"، وتم ضبطه خلال ساعات قليلة من انتشار الفيديو.

وبمواجهته، اعترف المتهم بارتكاب الواقعة، وتم تحرير محضر رسمي بالواقعة وإحالته إلى النيابة العامة التي تولت التحقيق.

تضامن واسع واستياء شعبي

الحادثة أثارت حالة من التضامن الواسع مع الشاب المعتدى عليه، لا سيما في ظل كونه من ذوي الهمم، حيث عبر مئات النشطاء عن استيائهم مما وصفوه بـ"سلوك غير إنساني ومرفوض مجتمعيًا"، مطالبين بوضع حد لأي ممارسات مسيئة تجاه هذه الفئة التي تحتاج إلى الرعاية والدعم لا الإيذاء.