خبير عسكري: مدفع «صوت الرعد» يعزز قدرات الجيش في الضربات النيرانية الدقيقة

أعلنت مصر رسميًا بدء إنتاج مدفع "صوت الرعد"، وهو الاسم الذي أُطلق على النسخة المصرية من مدفع الهاوتزر الكوري الجنوبي، والذي يتم تصنيعه محليًا بالتعاون مع كوريا الجنوبية، في خطوة وُصفت بأنها تعكس تطورًا نوعيًا في قدرات الصناعة العسكرية الوطنية.

استراتيجية مصرية شاملة لتوطين الصناعات الدفاعية

وأوضح المهندس محمد صلاح الدين مصطفى، وزير الدولة للإنتاج الحربي، أن هذا التعاون يأتي في إطار استراتيجية مصرية شاملة لتوطين الصناعات الدفاعية وتحديث منظومة التسليح المحلي، بما يتماشى مع خطط الدولة لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتعزيز قدراتها الدفاعية.

وفي تعليق له على أهمية هذا الإعلان، أكد العميد طارق عكاري، المتخصص في الشأن الاستراتيجي والاقتصاد العسكري، أن مدفع "صوت الرعد" هو تطوير لمنظومة مدفعية الميدان من العيار الثقيل، يتميز بقدرته على إصابة أهداف خلف التحصينات أو في المناطق الوعرة، بفضل زاوية الرماية العالية، التي تُمكنه من تجاوز التضاريس وضرب أهداف بعيدة بدقة عالية.

 مدى المدفع يتراوح بين 40 و56 كيلومترًا

وأشار العميد عكاري إلى أن مدى المدفع يتراوح بين 40 و56 كيلومترًا، كما يتميز بمعدل إطلاق نار مرتفع يصل إلى 6-8 قذائف في الدقيقة، وهي قدرة تفوق العديد من النماذج العالمية المماثلة. كما أنه مثبت على مجنزرة مدرعة مدعّمة بدرع فولاذي بسمك 19 مم، ويُدار بواسطة طاقم مكون من خمسة أفراد.

ونوه الخبير العسكري إلى أن هذا المدفع لا يعمل بشكل منفصل، بل يشكّل عنصرًا فعالًا ضمن منظومة قتال متكاملة تشمل القوات الجوية ووحدات الصواريخ، ويُستخدم غالبًا كجزء من "التمهيد النيراني" الذي يسبق تقدم القوات البرية، مضيفًا أن إمكانياته النارية الهائلة تتيح له تنفيذ "رشقات" نيرانية كثيفة قادرة على إرباك منظومات الدفاع المعادية واختراقها.

 التطور يأتي ضمن استراتيجية مصرية ممنهجة

وأوضح عكاري أن هذا التطور يأتي ضمن استراتيجية مصرية ممنهجة بدأت منذ عام 2014، لتوطين الصناعات الدفاعية وتوسيع قدرات الإنتاج الحربي، مشيرًا إلى أن مصر تمتلك خبرات طويلة في هذا المجال منذ سبعينات القرن الماضي من خلال الهيئة العربية للتصنيع.

وأكد أن معرض "إيديكس" للصناعات الدفاعية، الذي نظمته مصر في 2018، شكل نقطة تحول بارزة، حيث كشفت الدولة عن عدة منتجات عسكرية محلية متقدمة، منها المدرعة ST-100 وأنظمة دفاع جوي، وهو ما يُعد امتدادًا للنهج المصري في تطوير أسلحة محلية بتكنولوجيا حديثة، كان آخرها مدفع "صوت الرعد".