تفاقم أزمة مياه الصرف الصحي في شوارع دمياط ومعاناة الأهالي

تشهد عدة مناطق في مدينة دمياط خلال الأيام الأخيرة أزمة حقيقية بسبب انتشار مياه الصرف الصحي في الشوارع، الأمر الذي أثار حالة من الغضب والاستياء بين المواطنين. وقد تحولت بعض الشوارع الرئيسية والفرعية إلى برك ومستنقعات، ما أعاق حركة المارة والسيارات وأثر بشكل مباشر على الحياة اليومية للأهالي.
الأهالي عبروا عن استيائهم الشديد من تكرار المشكلة، مؤكدين أن الأزمة لم تعد تقتصر فقط على تجمع المياه وإعاقة الحركة، بل امتدت لتشمل انتشار الروائح الكريهة وزيادة أعداد الحشرات، وهو ما يمثل تهديدًا مباشرًا على الصحة العامة، خاصة للأطفال وكبار السن. البعض وصف الوضع بأنه "كارثة بيئية وصحية"، مشيرين إلى أن استمرار تسرب المياه بهذا الشكل قد يؤدي إلى تلوث مصادر المياه الجوفية ويؤثر على البيئة المحيطة.
المشكلة لا تتوقف عند الجانب البيئي والصحي فقط، بل تمتد إلى أضرار اقتصادية ومعيشية، حيث أكد بعض أصحاب المحلات التجارية أن انتشار المياه أمام متاجرهم تسبب في عزوف الزبائن عن الشراء وتراجع حركة البيع. كما أن سيارات الأجرة والنقل تجد صعوبة في المرور، مما يضاعف من معاناة السكان في التنقل وقضاء مصالحهم اليومية.
الأهالي أشاروا إلى أنهم تقدموا بشكاوى متكررة منذ فترة طويلة لكن دون جدوى ملموسة على أرض الواقع، حيث يتم في بعض الأحيان شفط المياه بشكل مؤقت، لكنها تعود للظهور مرة أخرى بعد أيام قليلة. وأكدوا أن السبب الرئيسي للأزمة يعود إلى تهالك شبكات الصرف الصحي وغياب أعمال الصيانة الدورية، الأمر الذي يجعل أي ضغط زائد على الشبكة يؤدي إلى طفح متكرر.
وفي ظل هذه الأوضاع، يطالب المواطنون بضرورة التدخل العاجل ووضع حلول جذرية لهذه الأزمة التي باتت تؤرقهم بشكل يومي. الأهالي يرون أن الحل المؤقت لم يعد كافيًا، وأن الأمر يحتاج إلى خطة متكاملة لإعادة تأهيل الشبكات المتهالكة وتطوير البنية التحتية، بما يضمن منع تكرار هذه الكارثة مستقبلاً.
واختتم عدد من الأهالي حديثهم بالتأكيد على أنهم لا يطالبون بأكثر من حقهم الطبيعي في العيش في بيئة نظيفة وآمنة، بعيدًا عن معاناة الطفح المستمرة، مشددين على أن استمرار الوضع على ما هو عليه يشكل تهديدًا للصحة العامة ويمثل عبئًا نفسيًا واقتصاديًا لا يحتمل.






