التوكل واليقين.. حكم قول "حسبي الله ونعم الوكيل" عند الظلم

تتكرر تساؤلات بين الناس حول حكم قول حسبي الله ونعم الوكيل عند التعرض للظلم، وهل تُعتبر هذه العبارة لائقة في المواقف الاجتماعية، خصوصًا إذا قيلت أمام الآخرين في بيئة العمل أو غيرها.
دار الإفتاء المصرية أوضحت أن هذه العبارة مشروعة تمامًا، بل هي من الأذكار العظيمة التي وردت في القرآن الكريم، ويُستحب أن يلجأ إليها المسلم عند وقوع الشدائد والابتلاءات. فهي ليست مجرد كلمات عابرة، بل تحمل معاني التوكل على الله واليقين بنصره.
الاستدلال من القرآن الكريم
جاء في قول الله تعالى:
﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللهِ وَاللهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ﴾ [آل عمران: 173-174].
الآيتان الكريمتان تبينان أن قول "حسبنا الله ونعم الوكيل" هو شعار المؤمنين المتمسكين بالله، الذين يطلبون النصر والتأييد من خالقهم وحده. وقد وعدهم الله بالنجاة والفضل العظيم جزاءً على هذا التوكل.
الدعاء عند الظلم من السنة النبوية
كما أكدت الإفتاء أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يدعو عند الكرب والشدائد بأدعية تحمل نفس معنى التوكل والاعتماد على الله، ومنها: «لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش الكريم».
وبذلك يتضح أن قول حسبي الله ونعم الوكيل في لحظة شعور الإنسان بالظلم ليس خروجًا عن الأدب أو لياقة الكلام، بل هو من الأذكار المشروعة التي يُثاب قائلها.
أثر العبارة على المسلم والمجتمع
من الناحية النفسية، يمنح هذا الدعاء راحة وطمأنينة للمظلوم، ويغرس في قلبه اليقين بأن الله لن يتركه، كما يُبعد المسلم عن ردود الأفعال السلبية مثل الغضب أو الانتقام بغير حق. ومن الناحية المجتمعية، يعزز الذكر قيمة التسليم لله بدلاً من إشاعة النزاعات أو الخصومات.
الخلاصة
دار الإفتاء المصرية أكدت أن حكم قول حسبي الله ونعم الوكيل عند الظلم مشروع ومستحب، وهو في محله عند وقوع الاعتداء أو الأذى. فالعبارة ليست غير لائقة، بل هي دعاء يرفع صاحبه ويؤكد ثباته على الحق، ليكون ممن ينالون فضل الله ورعايته.