حكم الاستغناء عن المسجد الصغير بعد بناء مسجد أكبر.. الإفتاء توضح

أوضحت دار الإفتاء أن المسجد إذا أُذِن للناس بالصلاة فيه وصار مكانًا مخصصًا للعبادة، فإنه يخرج من ملك بانيه ولا يجوز له التصرف فيه، وذلك باتفاق الفقهاء.
وبيّنت الفتوى أنه في حال خرب المسجد أو استغنى الناس عنه بسبب بناء مسجد آخر أوسع وأكثر اتساعًا، فقد اختلف الفقهاء في الحكم:
رأى الإمام محمد أن المسجد يعود إلى ملك الواقف أو ورثته.
بينما ذهب أبو يوسف إلى أن المسجد يظل مسجدًا إلى قيام الساعة، ولا يجوز هدمه إلا لبناء مسجد آخر مكانه.
وأضافت دار الإفتاء أنه إذا أُنشئ مسجد جديد أكثر سعة من القديم، واستغنى الناس عن المسجد الأول أو هجروه، فلا مانع شرعًا من تغيير معالم المسجد القديم واستغلاله في مشروع خيري يعود بالنفع على المسلمين.
وفيما يخص ما ذكره السائل من إزعاج المصلين بسبب حركة المرضى أو الساكنين، شددت الفتوى على أن التشويش على المصلين إثم، سواء كان بسبب الصعود إلى العيادة أو النزول منها أو بسبب الجيران، مؤكدةً ضرورة تذكير الناس بعدم الإزعاج بالمعروف والإحسان.
كما لفتت إلى أن الأولى أن تُقام صلاة الجمعة في المسجد الجامع الكبير الذي يسع أكبر عدد من المصلين، تحقيقًا لمقاصد الشريعة في الاجتماع والوحدة.
حكم الصلاة في المنزل بدلا من المسجد خوف الرياء والسمعة
ورد سؤال إلى دار الإفتاء يقول ما حكم الصلاة في المنزل بدلا من المسجد خوف الرياء والسمعة؟ وأوضحت الدار قولرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ» متفق عليه.
فعلى السائل أن يجعلَ نيَّته خالصة لله في ذهابه إلى المسجد، ولا يلتفت إلى وساوس الشيطان الذي يتربص به؛ حتى يُثْنِيهِ عن عبادة الله بدعوى أنه يذهب للمسجد رياءً وسمعةً، فما هي إلا مكائد الشيطان؛ حتى تبتعد عن المسجد.
فعليك بذكر الله والاستعاذة به سبحانه من الشيطان الرجيم.
هل الصلاة في جماعة خارج المسجد تنقص الأجر؟
في ظل ظروف العمل اليومية، أو أثناء السفر، أو حتى في لقاءات عائلية، قد يضطر البعض إلى إقامة الصلاة جماعةً خارج المسجد. وهنا يتكرر التساؤل بين المصلين: هل تفقد الجماعة خارج المسجد شيئًا من أجرها؟ وهل يصح اعتبارها مساوية لصلاة المسجد أم أن هناك فرقًا؟
الأصل في الجماعة.. الفضل في الاجتماع لا في المكان
بحسب ما جاء في الأحاديث الصحيحة، فإن صلاة الجماعة في أصلها أفضل من صلاة الفرد بسبعٍ وعشرين درجة، كما ورد عن النبي ﷺ في الحديث المتفق عليه:
“صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذّ بسبع وعشرين درجة.”
وهو فضل ثابت للجماعة في ذاتها، سواء أُقيمت في المسجد أو خارجه.
لكن يبقى السؤال: هل يتحقق هذا الفضل كاملًا خارج المسجد؟
العلماء يفرّقون بين الفضلين
اتفق جمهور الفقهاء على أن صلاة الجماعة خارج المسجد صحيحة وتُثاب عليها، لكنهم فرّقوا بين نوعين من الفضل:
1. فضل الجماعة: وهو ثابت لكل من صلى مع جماعة، حتى لو كانت في البيت أو مكان العمل.
2. فضل المسجد: وهو فضل إضافي يختص بالمكان، ولا يتحقق إلا بالصلاة داخل المسجد، لما فيه من تعظيم لشعائر الله، وربط للمسلمين ببيوت العبادة.