حكم استخدام الوجوه التعبيرية «الإيموجي» في المحادثات الإلكترونية؟ الإفتاء تجيب

انتشرت الوجوه التعبيرية أو ما يُعرف بـ "الإيموجي" على نطاق واسع بين مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي وبرامج المحادثات. وهي رموز وصور تُستعمل للتعبير عن الفرح أو الحزن أو الغضب أو الحب وغير ذلك من المشاعر الإنسانية. ومع شيوع استخدامها، تكرر السؤال: هل استخدام الوجوه التعبيرية حلال أم حرام؟
حكم استخدام الوجوه التعبيرية «الإيموجي» في المحادثات الإلكترونية
أكدت دار الإفتاء المصرية أنه لا مانع شرعًا من استخدام الوجوه التعبيرية في المحادثات الإلكترونية، طالما أنها لا تشتمل على مخالفات شرعية؛ مثل صور العري، أو الإيحاءات غير اللائقة، أو التحريض على ما يخالف الدين والقانون.
الفرق بين الإيموجي والتصوير المنهي عنه
أوضحت الفتوى أن الوجوه التعبيرية لا تدخل تحت النهي الوارد في الأحاديث الشريفة بشأن التصوير، مثل قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ المُصَوِّرُونَ» (متفق عليه).
والسبب أن الصور المنهي عنها هي المجسمة ذات الظل والحجم التي قد تُعبد أو تُعظم، بينما الإيموجي مجرد رسوم مسطحة تُشبه الصور المرسومة على الورق أو الملابس أو الشاشات، وليست تماثيل مجسمة.

حكم الصور على الملابس والأدوات
أشارت دار الإفتاء إلى أنه لا حرج في الصور المرسومة على الثياب أو الأقمشة أو غيرها من الأسطح الملساء، ما دامت لا تحتوي على ما هو محرم. وقد استدل العلماء بما ورد عن عائشة رضي الله عنها أنها كانت تلعب بالعرائس أمام النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فأقرها على ذلك.
الضوابط الشرعية في استخدام الإيموجي
رغم إباحة استخدام الرموز التعبيرية، شددت دار الإفتاء على ضرورة الالتزام بآداب الحوار في المحادثات الإلكترونية، وأن تخلو الرسائل من السب، والسخرية، والكذب، والغيبة، أو ما يسيء للمخاطب. فالوجوه التعبيرية أداة للتوضيح والتعبير، وليست مبررًا للإخلال بالقيم أو إضاعة الوقت في اللغو.
يتبين أن حكم استخدام الوجوه التعبيرية في المحادثات الإلكترونية هو الجواز شرعًا، بشرط الالتزام بالآداب الإسلامية وعدم تضمينها ما يخالف الشرع أو يسيء للآخرين. فهي في حقيقتها مجرد وسيلة للتواصل وليست داخلة في الصور المنهي عنها.