هالة فودة: كتابي "في قلبي رضا" رحلة بوح لا تشبه أي مشروع أدبي|فيديو

أوضحت الدكتورة هالة فودة، أستاذ اللغة الفرنسية والأدب المقارن بكلية الآداب جامعة عين شمس، أن كتابها "في قلبي رضا"، الذي يُطبع حاليًا في طبعته الثانية، لم يكن مجرد مشروع أدبي، بل كان رحلة شخصية للبوح والنجاة، مؤكدة أن فكرة الكتاب كانت تراودها منذ سنوات طويلة، إلا أنها كانت تؤجلها دائمًا، لأنها كانت تدرك أنها ستكتب شيئًا شديد القرب من روحها.
الرواية الحديثة وكتابات السيرة الذاتية
وأشارت خلال لقائها مع برنامج باب الخلق، مع الإعلامي محمود سعد، عبر قناة النهار، إلى أن تخصصها الأكاديمي في "الرواية الحديثة وكتابات السيرة الذاتية" ساعدها في تشكيل نواة الفكرة، لكنها شددت على أن الكتابة الإبداعية تختلف جذريًا عن الدراسة الأكاديمية، مضيفة: "مش كل اللي بيدرس بيكتب.. الكتابة حاجة تانية، وجاية من حتة جواكي".
وعن بدايات الكتاب، نوهت الدكتورة هالة إلى أن اللحظة المفصلية كانت قبل أربع سنوات، في يوم يصادف عيد ميلاد والدها الراحل، الذي توفي عام 2001، حيث انتابها شعور قوي بالافتقاد، وجدت نفسها تمسك هاتفها وتكتب له، كما لو كانت تراسله، فشعرت براحة غريبة، وقررت أن تسترسل في هذا البوح. هكذا بدأت الكتابة، لا على ورق أو عبر الكمبيوتر، بل من على أريكتها، تكتب خواطر على شاشة الهاتف، تشبه رسائل لقلب غائب لا يغيب.
هالة فودة: الكتابة كانت بتريحني.. كنت بكتب علشان أرتاح
وأكدت أن تلك الفترة كانت مشحونة بالمشاعر، وأنها كانت تمر بحالة نفسية غير مستقرة، ناتجة عن تغيرات عامة في المناخ الاجتماعي والشخصي، مما أشعرها بحالة من "الاغتراب داخل الوطن، بل وداخل البيت أحيانًا"، حسب تعبيرها.
ورغم محاولات الانقطاع، أو التردد في الاستمرار، أو حتى القلق من عرض هذه الكتابة على الآخرين، إلا أن الرغبة في البوح كانت تلح عليها باستمرار. قالت: "الكتابة كانت بتريحني.. كنت بكتب علشان أرتاح، مش علشان أنشر"، موضحة أنها استمرت تكتب على مدار عام ونصف تقريبًا، بين مدٍّ وجزر، حتى قررت الاستمرار بغض النظر عن النشر.
ونوّهت إلى أن ما بدأ كخطاب للأب، بدأ يتوسع تدريجيًا ليشمل الوطن، والذاكرة، والحياة اليومية، واللحظات التي عاشها والدها في زمنه، مقارنًة إياها بما تعيشه هي الآن، مضيفة: "الكتاب مش عن الحروب، هي محطات فقط... لكن الأساس هو الناس، والمجتمع، وتغير المعاني.