أسامة طلعت: دار الكتب نموذج يجمع بين الأصالة والحداثة|فيديو

أكد الدكتور أسامة طلعت، رئيس دار الكتب والوثائق القومية، أن مبنى دار الكتب في القاهرة يُعد نموذجًا فريدًا للعمارة التي تجمع بين الطراز الإسلامي الحديث والاتجاهات المعمارية المعاصرة، في محاولة ناجحة للمزج بين الأصالة والحداثة، وإحياء الطابع التاريخي في قلب العاصمة.
طراز معماري يستلهم الماضي ويتحدث بلغة الحاضر
وأوضح طلعت، خلال لقائه مع الإعلامي محمد سعيد محفوظ في برنامج "العاشرة" المذاع على قناة إكسترا نيوز، أن مبنى دار الكتب الذي تم افتتاحه عام 1904، جاء في وقت شهد ازدهارًا لما يعرف بـ"إحياء العمارة الإسلامية"، وهو اتجاه معماري استلهم عناصر الطراز الإسلامي التقليدي، وطبّقه في مبانٍ حديثة مثل وزارة الأوقاف في باب اللوق وقصر باغوص نوبار بشارع العروبة.
تفاصيل معمارية تنطق بالتراث
وأشار رئيس دار الكتب إلى أن الطابع الإسلامي الحديث يتجلى بوضوح في تفاصيل المبنى، من المحاريب والمقرنصات إلى الدعائم والعقود المدببة، مما يضفي على المكان لمسة تراثية بصرية غنية، دون أن تُغفل الحاجة لمساحات داخلية واسعة تلبي أغراض العرض والمتطلبات الإدارية.
التجديد بروح منسجمة مع التاريخ
وتحدث طلعت عن أعمال التجديد التي شهدها المبنى في عامي 2007 و2014، مؤكدًا أنها حافظت على روح التصميم الأصلي، بل وأضافت إليه عناصر معمارية حديثة كـالهياكل المعدنية والأسطح الزجاجية، بطريقة لا تتنافر مع الطابع التاريخي للمكان، بل تُكمله وتؤكد استمرارية الإبداع المعماري عبر الزمن.
تجربة عرض متحفي فريدة
كما لفت إلى أن تجربة العرض المتحفي داخل الدار تم تصميمها بطريقة عكسية، بحيث يبدأ الزائر من الدور الثالث ثم يهبط تدريجيًا حتى الدور الأرضي، مما يتيح له اكتشاف المقتنيات بشكل متدرج يُحاكي الرحلة عبر التاريخ.
جذب الأجيال الجديدة والحفاظ على الهوية
وفي نفس السياق اختتم الدكتور أسامة طلعت حديثه بالتأكيد على أن المزج بين الطابعين المعماريين لم يكن مجرد خيار فني فقط، بل جزء من رؤية ثقافية أوسع تهدف إلى جذب فئات عمرية جديدة، خصوصًا الشباب، وتحويل دار الكتب إلى مكان حي ومتجدد لا يقتصر على الصورة الكلاسيكية النمطية، بل يخاطب المستقبل أيضًا.