«وارثها أب عن جد» .. ماري جرجس أشهر بائع حلوى المولد في المنيا
مازالت محافظة المنيا، عروس الصعيد، تحافظ على ملامحها الأصيلة المرتبطة بالتراث الشعبي والديني، حيث تنتشر شوادر حلوى المولد النبوي الشريف في شوارعها قبل أيام من الاحتفال، لتعيد إلى الأذهان أجواء الزمن الجميل، هذه الشوادر لا تجذب المسلمين فقط، بل يشارك فيها الإخوة الأقباط كعادتهم كل عام، في مشهد يجسد الوحدة الوطنية وروح الترابط والمحبة بين أبناء الوطن الواحد، ومع توافد الأهالي على شراء العرائس والحصان والحلوى، تتجدد طقوس المولد التي تحمل معاني البهجة والفرح.
أقدم محل للحلوى في المنيا
من بين أشهر محلات بيع حلوى المولد بالمحافظة، يظل محل رمسيس في قلب المنيا علامة مميزة ارتبطت بالاحتفالات منذ ستينيات القرن الماضي، صاحبه ماري جرجس، الذي ورث المهنة عن والده وجده، يقول إنه ما زال متمسكًا بالعادات والتقاليد التي تربى عليها، ويحتفظ بزبائنه القدامى الذين اعتادوا شراء الحلوى والعرائس من محله كل عام.
إقبال الأقباط على شراء الحلوى
يرى ماري جرجس، أن الأقباط يشاركون بفرحة كبيرة في هذه المناسبة، بل إن إقبالهم على شراء الحلوى يفوق أحيانًا إقبال المسلمين، في دلالة على وحدة المشاعر التي تجمع أبناء المحافظة، وأكد أن حركة البيع والشراء هذا العام أفضل بكثير من العام الماضي، مشيرًا إلى أن يوم المولد نفسه يشهد زحامًا شديدًا أمام المحلات والشوادر، حيث يحرص الجميع على اقتناء ما يرمز لهذه المناسبة من فرحة واحتفال.
مشاركة ووحدة وطنية
اختتم ماري، حديثه بتهنئة الأمة الإسلامية بمناسبة المولد النبوي الشريف، مؤكدًا أن "المسلمين والأقباط نسيج واحد وأمة واحدة"، يجمعهم تاريخ طويل من المشاركة في الأفراح والاحتفالات الدينية والاجتماعية داخل محافظة المنيا، وأضاف أن هذه الطقوس الشعبية ما زالت شاهدة على أصالة المجتمع وترابطه، وأن روح المحبة والتآخي تظل السمة الأبرز التي تميز أهل الصعيد في كل زمان ومكان.
