تجمع الآلاف.. فرحة إيمانية تملأ كنائس المنيا في ليلة عيد السيدة العذراء

احتفل الآلاف من أبناء الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والكاثوليكية في محافظة المنيا، بليلة عيد السيدة العذراء مريم، والتي تتزامن مع ختام الصوم السنوي الذي يحمل طابعًا روحانيًا خاصًا لدى المسيحيين، وتوافد المصلون على الكنائس والأديرة، رافعين الصلوات والتسابيح، في أجواء تملؤها المحبة والبهجة الإيمانية.
ختام المواسم في أديرة العذراء بالمنيا
وتعتبر الليلة الختامية من أبرز المناسبات الدينية التي تشهدها المحافظة، خاصة في الأديرة التي تحظى بمكانة كبيرة في قلوب الأقباط مثل دير السيدة العذراء بجبل الطير بمركز سمالوط، ودير الجرنوس بمغاغة، ودير العذراء بقرية البياضية، هذه الأديرة تتحول إلى مقاصد لآلاف الزوار من داخل وخارج المحافظة، ليشاركوا في الصلوات والنهضات الروحية المرتبطة بعيد العذراء.
زفة مهيبة في أبوقرقاص
وفي جنوب المنيا، ترأس الأنبا بشارة جودة، مطران إيبارشية أبوقرقاص وملوي وديرمواس للأقباط الكاثوليك، الزفة السنوية بقرية البياضية، والتي يطلق عليها "دورة السيدة العذراء"، شارك في المسيرة العشرات من الآباء الكهنة والشمامسة، إلى جانب مئات من الأهالي الذين اعتادوا على إحياء هذا التقليد منذ سنوات طويلة، حيث جابت الزفة شوارع القرية وسط أجواء احتفالية مبهجة.
حضور جماهيري وسط إجراءات أمنية
شهدت الاحتفالات مشاركة جماهيرية واسعة من مختلف الأعمار، حيث اصطحبت الأسر أبناءها للمشاركة في الطواف وترديد الترانيم، وسط أجواء من الفرح والروحانية، كما تواجدت قوات الأمن لتأمين الفعاليات وضمان سير المسيرة بسلام، ما عكس حالة من الاستقرار والتنظيم التي ميّزت الاحتفال.
العذراء رمز المحبة والسلام
ويؤكد المشاركون أن احتفالات عيد السيدة العذراء تمثل رسالة محبة وسلام من قلب الصعيد إلى مصر كلها، حيث يجتمع المسلمون والمسيحيون على حد سواء في بعض المناطق لمشاركة الأقباط فرحتهم، ما يعكس روح التعايش التي تميز المجتمع المصري.
وبهذا، تواصل محافظة المنيا إحياء أحد أهم المواسم الروحية التي ينتظرها الأقباط كل عام، حيث يجتمع الإيمان والفرح الشعبي في لوحة تعكس أصالة التقاليد وعمق الارتباط الديني والاجتماعي بعيد السيدة العذراء.