عاجل

يسري جبر: العقل وحده لا يكفي لتحقيق الإيمان الحقيقي|فيديو

الدكتور يسري جبر
الدكتور يسري جبر

أوضح الدكتور يسري جبر، من علماء الأزهر الشريف، أن تجاوز المواقف الصعبة في الحياة دون أن يحمل الإنسان في قلبه الحقد أو تمني السوء للآخرين، لا يتحقق إلا بقلب مؤمن، لا بعقل يؤمن فقط، مضيفا:"إن الإيمان الحقيقي ليس إدراكًا ذهنيًا مجردًا، بل هو شعور حيّ يسكن القلب ويهذّب النفس.

كثيرين قد يؤمنون بعقولهم لكن قلوبهم لا تزال متعلقة بالدنيا

وأشار جبر خلال حلقة برنامج "أعرف نبيك"، المذاع على قناة الناس، إلى أن كثيرين قد يؤمنون بعقولهم، لكن قلوبهم لا تزال متعلقة بالدنيا، يتمنون ما في أيدي غيرهم، ويقارنون أنفسهم بالآخرين، فيقعون في الحسد والاعتراض، وأضاف: "إذا كان العقل يقول: لماذا هذا يملك وأنا لا؟ فإن القلب المؤمن يقول: رضيت بقسمة الله وعدله.

حتى تؤمن بقلبك.. اتبع طريق الحبيب

وأكد الداعية أن تحويل الإيمان من العقل إلى القلب يبدأ بحب النبي محمد صلى الله عليه وسلم، والتعلق بسيرته وأخلاقه، لأن النبي هو النموذج الكامل للقلب المؤمن، مضيفا: "اقرأ سيرة النبي، كيف كان يعامل أعداءه وأصحابه، كيف سامح من آذوه، وكيف دعا لأعدائه بالهداية قائلًا: اللهم اهدِ قومي فإنهم لا يعلمون".

ونوه إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم حين قُدر له النصر على من حاربوه لم ينتقم، بل قال لهم: اذهبوا فأنتم الطلقاء، مؤكدًا أن هذا هو القلب المؤمن، الذي لا يعرف الحقد، بل يُطهر نفسه من الكراهية مهما بلغت الجراح.

المؤمن الحقيقي لا ينتقم.. بل يقاوم الغضب بالإيمان

وقال إن المؤمن ليس معصومًا من الغضب، لكن الإيمان الحقيقي هو ما يمنعه من تنفيذ انتقامه أو أذية غيره، مشيرًا إلى أن "العقل وحده لا يكفي، لأننا نرى اليوم مؤمنين ومسلمين بالعقل، لكنهم يظلمون، ويعتدون، ويقتتلون، حتى بين الإخوة على الميراث.

وأكد أن القلب لا يصبح مؤمنًا إلا إذا انعكست فيه أنوار قلب النبي  صلى الله عليه وسلم، وقال:"ضع قلب النبي أمام قلبك كمِرآة، وانظر إلى نفسك، هل تتطابق؟ هل تسامح؟ هل تعفو؟ هل تتمنى الخير حتى لمن أساء إليك؟".

كيف تجعل قلبك مؤمنًا؟

أوضح جبر أن الطريق لتصفية القلب يبدأ بالطرق التالية:

قراءة سيرة النبي بصدق وعزيمة للتطبيق.

الجلوس مع محبيه، وزيارة أولياء الله الصالحين.

كثرة الصلاة والسلام عليه.

التعلق بأهل البيت.

أكل الحلال وتطهير النفس من الطمع.

وقال إن القلب إذا تطهر، خرجت منه الدنيا، ولم يعد ينظر لما في أيدي الناس، بل يتمنى الخير لهم، ويشفق على من أغرته الدنيا، لأنها ستؤذيه.

تم نسخ الرابط