الهلال الأحمر يواصل إرسال القوافل.. "زد العزة" تصل في ذروة الأزمة الإنسانية

أكدت الدكتورة آمال إمام، المدير التنفيذي للهلال الأحمر المصري، أن المنظمة تدفع يوميًا بمئات الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية والمستلزمات الطبية إلى قطاع غزة، وذلك خلال مداخلة هاتفية في برنامج "90 دقيقة" المذاع على قناة المحور الفضائية.
محاولات التعنت الإسرائيلي
وأوضحت الدكتورة آمال أن كل محاولات التعنت الإسرائيلي تواجه بمواقف عالمية ورسمية، بما فيها إجراءات على الصعيد الشعبي والعسكري، مؤكدة أن دعم المجتمع الدولي يعد خطوة مهمة لكن غير كافية لوقف العدوان المستمر.
وأشارت إمام إلى أن هناك تحولًا أوروبيًا ملموسًا تجاه إسرائيل، بما في ذلك منع هولندا مشاركة الشركات العسكرية الإسرائيلية في معرضها البحري السنوي في روتردام، وهو القرار الذي جاء لأسباب أمنية وتنظيمية، كما تطرقت إلى تجارب مماثلة في باريس، حيث تم منع عدد من الشركات الإسرائيلية من المشاركة في معرض جوي، مما يعكس تصاعد الضغوط الأوروبية على تل أبيب بسبب استمرار العنف في غزة.
يواصل الدعم بلا توقف
وأضافت الدكتورة آمال إمام أن الهلال الأحمر المصري مستمر في إرسال القوافل الإنسانية، مشيرة إلى أن القافلة العشرين "زد العزة" انطلقت من مصر في 27 يوليو الماضي بالتزامن مع إعلان الهدنة الإنسانية، وهي تركز بشكل أساسي على توفير الغذاء والمواد الطبية للأهالي في قطاع غزة، فضًلا عن أن العمل مستمر يوميًا، باستثناء أيام إغلاق المعبر نهاية الأسبوع، مشيرة إلى أن كل شحنة تمثل أملًا جديدًا للمتضررين هناك.
كما شددت آمال إمام على أن المساعدات لا تقتصر على الغذاء فقط، بل تشمل معدات طبية حيوية مثل أسطوانات الأكسجين والأدوية الأساسية، لضمان تقديم رعاية صحية عاجلة للمتضررين من الأزمة الإنسانية، مضيفًا أن التواصل المستمر مع الجهات المعنية يسهم في تسريع دخول القوافل وتخفيف معاناة السكان، مؤكدًة أهمية استقرار المعابر لتسهيل العملية الإنسانية.
الموقف الدولي من العدوان
تطرقت آمال إمام إلى التحركات العالمية لمواجهة التعنت الإسرائيلي، مشيرة إلى تهديدات بإعادة النظر في الاتفاقيات التجارية والاقتصادية بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، ورفض المشاركة الإسرائيلية في المعارض الدولية. وقالت إن هذه الإجراءات تمثل ضغطًا مهمًا، لكنها لا تكفي لإنهاء العدوان، داعية المجتمع الدولي لتكثيف جهوده وفرض ضغوط فعلية لإنهاء الحصار والمعاناة في القطاع.
وأضافت آمال إمام أن التغطية الإعلامية العالمية للرصد الميداني للمساعدات تعكس حجم الجهود المصرية، مؤكدة أن ما يُنشر عبر الإنترنت لا يعكس الواقع دائمًا، وأن المعلومات المبنية على متابعة الهلال الأحمر على الأرض هي الأصدق في إيصال الصورة الحقيقية.
نموذج للعمل الإنساني
وأكدت آمال إمام أن كل يوم يمثل تحديًا جديدًا للفريق المصري العامل في الهلال الأحمر، معربة عن تقديرها للجهود الكبيرة التي يبذلها الطاقم الميداني وسائقي الشاحنات لضمان وصول القوافل في الوقت المحدد، لافتًا إلى أن العمل الميداني المستمر يعكس التزام مصر تجاه دعم الأشقاء الفلسطينيين، مضيفة أن الهدف الأسمى هو تخفيف معاناة الناس في ظل استمرار العدوان.
وتابعت آمال إمام أن المبادرات المصرية تأتي ضمن استراتيجية شاملة لتخفيف الأزمات الإنسانية في غزة، مشيرة إلى أن الهلال الأحمر يعمل بالتعاون مع الجهات الرسمية والدولية لضمان توفير احتياجات السكان الأساسية، وتقديم الدعم العاجل في مجالات الغذاء والصحة.

الأمل مستمر مع كل قافلة إنسانية
واختتمت آمال إمام حديثها بالتأكيد على أن القوافل الإنسانية تمثل رسالة سلام وأمل للشعب الفلسطيني، وأن مصر مستمرة في تقديم الدعم بكل السبل الممكنة، مردفًا أن كل شحنة تصل إلى القطاع تعكس الإرادة المصرية في دعم الحق الفلسطيني، والتزامها بمبادئ الإنسانية رغم كل الصعوبات والتحديات التي تواجهها على المعابر الحدودية.
وقالت آمال إمام: "نأمل أن تزداد وتيرة المساعدات، وأن تتضافر الجهود الدولية لإنهاء المعاناة، لأن كل يوم يمر دون دعم إضافي يعني تفاقم الأزمة الإنسانية".