مطير الرويحلي: مصر والسعودية ركيزة الأمن القومي العربي|فيديو
أكد الدكتور مطير الرويحلي، الباحث في العلاقات الدولية، الدور المحوري لمصر والسعودية في الحفاظ على الأمن القومي العربي، مؤكدًا أن التنسيق بين القيادتين لا يمكن وصفه بالاختياري أو المساعد، بل هو تكاملي على أعلى المستويات.
وأشار مطير الرويحلي، خلال لقاء على قناة النيل للأخبار، إلى أن التشاور بين مصر والمملكة العربية السعودية يغطي ملفات المنطقة كافة، بما فيها العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، موضحًا أن كلا الدولتين تلعب دورًا متوازٍ في تعزيز العمل العربي المشترك وحشد الجهود الدولية لدعم القضية الفلسطينية.
القضية الفلسطينية ودورها
أكد مطير الرويحلي أن المملكة العربية السعودية رفضت التطبيع مع إسرائيل قبل أن يحصل الشعب الفلسطيني على حقوقه، بما في ذلك الاعتراف بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس على حدود 1967، مشيرًا إلى أن الدبلوماسية السعودية أسهمت في تأثير مباشر على الدول الغربية الكبرى للاعتراف بفلسطين.
وأضاف مطير الرويحلي أن السعودية تقوم بإدانة الانتهاكات الإسرائيلية يوميًا وتوظف نفوذها الدولي لدعم الشعب الفلسطيني، مؤكداً أن هذا الدور يتكامل مع الوساطة المصرية في ملفات مثل تبادل الأسرى والمعتقلين، وهو ما يعكس عمق التنسيق بين البلدين لضمان حماية الحقوق الفلسطينية وتخفيف المعاناة الإنسانية في غزة.
زيارة الرئيس السيسي للسعودية
وفي هذا السياق، سلط مطير الرويحلي الضوء على زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للمملكة العربية السعودية، تلبية لدعوة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والتي عكست حرص القيادتين على تعزيز التعاون الاستراتيجي بين البلدين على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والتنموية.
وأوضح مطير الرويحلي أن المباحثات تناولت دعم الشراكة الاستراتيجية بين مصر والسعودية، والتنسيق بشأن القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، مثل تطورات الحرب في قطاع غزة والملفات المتعلقة بلبنان وسوريا والسودان وليبيا واليمن، إلى جانب أمن البحر الأحمر.
التنسيق في مواجهة العدوان
أكد مطير الرويحلي أن الاجتماعات بين القيادتين تتناول أيضاً السيناريوهات المحتملة في حال اجتياح إسرائيل لقطاع غزة، مشددًا على أن مصر والسعودية تسعيان لحماية الشعب الفلسطيني ومنع تهجيره أو تفاقم الكارثة الإنسانية، موضحًا أن الدور المصري في الوساطة يتكامل مع تأثير السعودية الدولي على الولايات المتحدة ونتنياهو.
وأشار مطير الرويحلي إلى أن الموقف السعودي الأمريكي الإيجابي تجاه القضية الفلسطينية يعزز من قدرة مصر على تنفيذ الوساطات الإنسانية والسياسية، بينما تعمل المملكة على الضغط دبلوماسيًا لمنع أي عمليات تهجير أو تصفية للقضية الفلسطينية.
الاستراتيجية بين مصر والسعودية
وتناول مطير الرويحلي الجوانب الاقتصادية، مشيرًا إلى أن حجم التبادل التجاري بين مصر والسعودية يصل إلى نحو 13 مليار دولار، مع وجود آفاق واضحة لزيادته إلى 20 مليار دولار في المستقبل، بما يعكس عمق العلاقات الاستراتيجية والتاريخية بين البلدين.
وأضاف مطير الرويحلي أن العلاقة بين مصر والسعودية متجذرة تاريخياً واستراتيجية بطبيعتها، ولا يمكن لأي أطراف خارجية التأثير عليها أو تشويهها، مؤكدًا أن التعاون التكميلي بين القيادتين هو أساس استقرار الأمن القومي العربي وحماية مصالح الشعوب العربية في هذه المرحلة الحرجة.
تعزيز الأمن العربي
واختتم مطير الرويحلي تصريحاته بالتأكيد على أن مصر والسعودية هما الركيزة الأساسية للعمل العربي المشترك، وأن أي محاولات للتشكيك في دور أي منهما أو الاستغناء عن الآخر لن تنجح، مشددًا على أن التنسيق المستمر بين القيادتين يسهم في حماية الأمن القومي العربي وإنهاء المعاناة الفلسطينية، وتعزيز موقف الدول العربية في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية.
