عاجل

متفاعلة مع المجتمع| كيف نجحت الأوقاف في ترسيخ خطاب ديني معاصر بـ خطبة الجمعة؟ 

وزارة الأوقاف
وزارة الأوقاف

كيف نجحت الأوقاف في ترسيخ الخطاب الديني المعتدل بـ خطبة الجمعة؟، من الأمور التي يكثر الحديث عنها خاصة بعد عنونت خطبة الجمعة بأطروحات تناسب احتياجات المجتمع خلافًا لسنوات من الخطاب المتكرر الذي اعتمدته الأوقاف طيلة عقد من الزمان، حيث أصبحت الموضوعات أكثر تفاعلًا مع هموم الناس واحتياجاتهم.

تطوير شامل في الخطاب الديني

شددت وزارة الأوقاف، على مراعاتها ضوابط محددة في اختيار موضوعات خطبة الجمعة الموحدة والتي تعلن بشكلٍ دوري كل أسبوع، مشيرة إلى أن هناك توأمة الخطبة شيء مدروس ويتم بالتنسيق مع عددٍ من المؤسسات الوطنية على رأسها المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية.

وزير الأوقاف
وزير الأوقاف

التوازن بين الخطبة الموحدة وتفاوت التحديات القيمية المتفاوتة باختلاف المحافظات

وزير الأوقاف الدكتور أسامة الأزهري في حوار سابق لـ «نيوز رووم»، قال إن الوزارة تسعى لتطوير شامل في الخطاب الديني عمومًا؛ ويأتي هذا التطوير في إطار من التنسيق الكامل مع المركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية وبقية مؤسسات الدولة لرصد الواقع بعمق والتجاوب معه ومعالجة تحديات أبناء شعب مصر الكرام جميعًا. 

وتابع: هذه الخطوة تحقق التوازن بين الخطبة الموحدة من ناحية وبين تفاوت التحديات القيمية المتفاوتة باختلاف المحافظات المختلفة، وقد استند كل هذا إلى دراسة وافية لتفاوت الاحتياجات بين المحافظات، وعلى سبيل المثال: تم رصد بعض المحافظات تحتاج إلى توعية أبنائنا بالتحذير من الهجرة غير الشرعية، فيما يحتاج البعض الآخر إلى التوعية ضد حرمان المرأة من حقها في الميراث، كما وجد أن بعض المحافظات تحتاج إلى توعية أبنائها من الصيادين والعاملين في هذا الميدان. 

نقلة كبيرة في طبيعة الخطاب الديني

وأكمل: بعد تأمل ودراسة توصلنا إلى أن تكون الخطبة الأولى في كل جمعة تعالج موضوعًا واحدًا نتوجه به إلى كل أبناء الشعب المصري جميعًا، وأن تخصص الخطبة الثانية لتلائم الحال الموجود في كل محافظة على حدة، مما يحقق لنا الحفاظ على الخطبة الموحدة من ناحية، والتفاعل مع هموم المصريين التي تتفاوت من محافظة إلى أخرى فيتحقق بذلك نقلة كبيرة في طبيعة الخطاب الديني وتجاوبه مع هموم الإنسان المصري، وتقديم الروية المنيرة التي يتحقق بها مقاصد الشرع الشريف، وتسعى لأمان الوطن وتوعية أبنائه الكرام، وطبق ذلك اعتبارًا من جمعة 3 من يناير 2025. 

وشدد وزير الأوقاف: نحن نسعى من خلال هذا التطوير إلى تقديم خطاب ديني معاصر يتفاعل مع قضايا الناس ويعالج مشكلاتهم، مع الحفاظ على وحدة المنهج والمقاصد العليا لديننا الحنيف. وهذا ما نعمل عليه بالتعاون مع المراكز البحثية والجنائية المتخصصة، لضمان أن تظل الخطبة منبرًا للتنوير والإصلاح بما يتناسب مع احتياجات المجتمع المصري في كل زمان ومكان.

الأوقاف : موضوعات خطبة الجمعة مدروسة وهي نتاج تعاون بين المؤسسات الوطنية

من جانبه، قال الدكتور أسامة رسلان المتحدث باسم وزارة الأوقاف لـ «نيوز رووم»، إن توأمة الخطبة شيء مدروس ويتم بالتنسيق مع عددٍ من المؤسسات على رأسها المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، وأن الوزارة تخاطب من خلال خطبة الجمعة احتياجات المحافظات على اختلافها وتنوعها.

<span style=إِنَّ مِنَ الشَّجَرِ شَجَرَةً لَا يَسْقُطُ وَرَقُهَا">
إِنَّ مِنَ الشَّجَرِ شَجَرَةً لَا يَسْقُطُ وَرَقُهَا

«إِنَّ مِنَ الشَّجَرِ شَجَرَةً لَا يَسْقُطُ وَرَقُهَا».. موضوع خطبة الجمعة غدًا

حددت وزارة الأوقاف موضوع خطبة الجمعة الأخيرة من شهر صفر غدًا تحت عنوان: «إِنَّ مِنَ الشَّجَرِ شَجَرَةً لَا يَسْقُطُ وَرَقُهَا»، وتعالج في الجزء الثاني منها قضية الانتحار. 

وتقول الأوقاف في موضوع خطبة الجمعة غدًا: «يا عبادَ اللهِ، إن أرواحَنا أمانةٌ عظيمةٌ، ومسؤوليةٌ جسيمةٌ، عبّر عنها البيانُ الإلهيُّ في قولِه سبحانه: {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}، فهذه الآيةُ ليست مجردَ وصيّةٍ، بل هي نداءٌ كونيٌّ، يتردّدُ صداه في أعماقِ كلِّ نفسٍ، يهمسُ في شغافِ القلوبِ بأنَّ حفظَ النّفسِ جوهرُ البقاءِ، وركيزةُ البناءِ، إنّها دعوةٌ لأن نكونَ أمناءَ على هذا الجسدِ، وأن نحفظَهُ من كلِّ ما يؤَدِّي إلى إتلافِه أو تعريضِه للهلاكِ، سواء أكان ذلك بطريقِ الانتحارِ نتيجةَ الاكتئابِ، أوِ الفشلِ،  أوْ ضغوطِ الحياةِ، أم كانَ عن طريقِ القيادةِ المتهورةِ التي تزهقُ الأرواحَ على الطرقاتِ.

وتابعت: أيّها المكرَّمُ، هل أنتَ مستعدٌّ لحفظِ نفسِكَ وجسدِكَ وعقلِكَ وروحِكَ؟ لقد رسَمَ لنا الجنابُ المعظمُ صلى الله عليه وسلم خارطةَ طريقٍ واضحةٍ، بنورِ كلماتِه التي لا تخبُو، حينَ قالَ: «لا ضَرَر ولا ضِرَارَ»، فهذه القاعدةُ الذهبيةُ فلسفةُ حياةٍ متكاملةٍ، تضعُ حدًّا لكل ما يُمكِنُ أن يشوبَ نقاءَ الروحِ، أو يهلكَ الجسدَ، أو يفسدَ العقلَ من مخاطرَ محدقةٍ، إلى سمومٍ خفيةٍ تتسللُ إلى صحتِنا الجسديةِ والنفسيّةِ، مرورًا بالإهمالِ الذي يفتكُ بمواهِبِنَا وقدرَاتِنَا، فحفظُ النفسِ يعني أن نكونَ يقظينَ، معتنينَ بصحتِنا، وعقولِنا، وأرواحِنا.

وشددت: فلْنجعلْ أيّها الكرامُ من حياتِنَا مشروعًا خالدًا بجمالِ الصوْنِ والعنايةِ والاهتمامِ، ولنتعاهدْ أرواحَنا بالصفاءِ، وأجسادَنا بالصحةِ، وعقولَنا بالنورِ، لنكنْ قصةَ نجاحٍ مُلهمةٍ يتحدثُ عنها العالمُ، فنحظى برضا خالقِنا وسعادةِ دُنيانا وآخرتِنا.

تم نسخ الرابط