وزارة الأوقاف تنظم دورة تدريبية للواعظات حول قضية الغارمين في بني سويف
في إطار الدور الدعوي والمجتمعي الذي تضطلع به وزارة الأوقاف بقيادة الدكتور أسامة السيد الأزهري، وبتوجيهات الدكتورة مروة ياسين مساعد الوزير لشؤون الواعظات، نظمت مديرية أوقاف بني سويف دورة تدريبية مكثفة للواعظات حول قضية الغارمين والغارمات، استمرت ليوم كامل بدار مناسبات مسجد عمر بن عبد العزيز بمدينة بني سويف، بحضور نخبة متميزة من الواعظات والأئمة وقادة الفكر الديني، بالإضافة إلى ممثلين عن مؤسسات المجتمع المدني.
نشر الوعي والتثقيف الديني والاجتماعي
وافتتح الدكتور عاصم قبيصي، وكيل وزارة الأوقاف ببني سويف، فعاليات الدورة، مرحبًا بالحضور ومؤكدًا أن قضية الغارمين تمثل أولوية إنسانية ومجتمعية تستوجب تكاتف جميع الجهات المعنية من مؤسسات الدولة ومنظمات المجتمع المدني، إلى جانب الدور الدعوي والتوعوي الذي تقوم به وزارة الأوقاف وواعظاتها، في نشر الوعي والتثقيف الديني والاجتماعي.
وقال القبيصي إن الدين الإسلامي جاء لحماية الإنسان من الوقوع في الضيق والمحن، مشددًا على أهمية توعية المواطنين بمخاطر الاستدانة غير المدروسة، والتي تؤدي إلى تفكك الأسر وتدهور النسيج المجتمعي، داعيًا الواعظات لأن يكنّ سفراء للرحمة والتوعية في كل القرى والمدن، لتحقيق بناء مجتمع واعٍ وقادر على مواجهة هذه الظواهر السلبية.
بدورها، أكدت الدكتورة وفاء عبد السلام، الواعظة الأولى بوزارة الأوقاف، أن قضية الغارمين ليست مجرد ديون مالية، بل تمثل معاناة إنسانية واجتماعية تؤثر سلبًا على الأسرة والمجتمع، مشيرة إلى أن الإسلام دين تكافل ورحمة، مستشهدة بحديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم: "من فرّج عن مسلم كربةً من كرب الدنيا، فرّج الله عنه كربةً من كرب يوم القيامة."
ثقافة القناعة والاعتدال
وأضافت أن دور الواعظات حيوي في توعية النساء والفتيات بأضرار الديون غير الضرورية، وتنمية ثقافة القناعة والاعتدال والتخطيط الأسري السليم.
من جانبها، أشادت علياء مصطفى، ممثلة مؤسسة مصر الخير ببني سويف، بالتعاون المثمر بين وزارة الأوقاف والمؤسسات المجتمعية والخيرية في مواجهة أزمة الغارمين، مشددة على أهمية توحيد الجهود لتخفيف المعاناة عن هؤلاء وإعادة دمجهم في المجتمع بصورة تحفظ كرامتهم وحقوقهم.
تأتي هذه الدورة ضمن استراتيجية وزارة الأوقاف لتعزيز دورها الوطني والمجتمعي، وتحويل خطاب الدعوة الديني إلى رسالة إنسانية شاملة، ترتكز على قيم الرحمة والتكافل الاجتماعي، وحماية الأسرة المصرية من تحديات الحياة المعاصرة، مؤكدين أن الوزارة ستظل في مقدمة المؤسسات التي تهتم بقضايا المواطن ورفاهيته، متحدة مع مؤسسات الدولة في تحقيق التنمية والاستقرار.