الحراك الوطني في غزة: وحدة فلسطينية بوجه العدوان الإسرائيلي|فيديو
في مشهد يعكس وحدة الصف الفلسطيني وإصراره على مقاومة محاولات الاحتلال الإسرائيلي لطمس الهوية الفلسطينية، انطلقت صباح اليوم فعاليات الحراك الوطني الفلسطيني بمدينة غزة، وذلك بمشاركة واسعة من مختلف شرائح المجتمع، وجاءت هذه التحركات الشعبية في ظل استمرار القصف الإسرائيلي العنيف على القطاع، وسط تدهور إنساني غير مسبوق يهدد حياة ملايين الفلسطينيين.
وقال مراسل قناة القاهرة الإخبارية يوسف أبو كويك، إن الفعاليات بدأت عند الساعة الحادية عشرة صباحًا، حيث شارك فيها الصحفيون الفلسطينيون، ومؤسسات المجتمع المدني، والنقابات، إلى جانب العشائر والوجهاء والنخب الوطنية، الذين اجتمعوا جميعًا للمطالبة بوقف حرب الإبادة فورًا.
وقفة احتجاجية أمام رشاد الشوا
أقيمت الفعالية قبالة مركز رشاد الشوا الثقافي، الذي تحول إلى أطلال بعد أن استهدفته الغارات الإسرائيلية. هذا المكان الذي كان في الماضي رمزًا للثقافة والحياة المجتمعية في غزة، أصبح اليوم شاهدًا على حجم الدمار الذي ألحقه الاحتلال بالمدينة.
وخلال الفعالية، ألقى عدد من ممثلي القطاع الخاص وتنسيقية الحراك ووجهاء العشائر كلمات مؤثرة، شددوا فيها على أن غزة لم تعد تحتمل المزيد من الدمار، وأن المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية أخلاقية وقانونية للتدخل ووقف نزيف الدماء، فيما وأكد المتحدثون أن الأولوية القصوى هي حماية المدنيين وإنقاذ من تبقى من السكان، حيث يواجه نحو مليون فلسطيني خطر النزوح والتهجير مع استمرار تهديدات الاحتلال بالتوغل البري.
أصوات تطالب بوقف الحرب
أجمع المتحدثون في كلماتهم على أن استمرار الحرب يعني مزيدًا من المجازر والدمار، وأن وقف العدوان أصبح ضرورة لا تقبل المساومة، وأشاروا إلى أن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من قتل وتشريد وتجويع يمثل إبادة جماعية ممنهجة تسعى إسرائيل من خلالها إلى فرض واقع جديد في القطاع.
كما شدد المشاركون على أن المقاومة الشعبية والحراك السلمي جزء أساسي من مواجهة المخطط الإسرائيلي، داعين جميع الفصائل الفلسطينية إلى توحيد الصفوف والعمل المشترك لحماية ما تبقى من غزة، ومواجهة محاولات الاحتلال لتصفية القضية الفلسطينية.
إبادة جماعية ومخطط للتهجير
أكد مراسل القاهرة الإخبارية أن كلمات الحراك سلطت الضوء على أن ما يحدث في غزة يتجاوز كونه حربًا عسكرية، ليصل إلى مخطط تهجير قسري شامل يستهدف اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم. واعتبر المتحدثون أن حكومة الاحتلال برئاسة بنيامين نتنياهو تقود مشروعًا واضحًا لتصفية القضية الفلسطينية عبر فرض واقع التهجير والقتل والتدمير.
وأوضحوا أن هذا النهج يمثل خرقًا صارخًا لكل المواثيق والأعراف الدولية، التي تحظر استهداف المدنيين وتهجيرهم قسريًا. وأكدوا أن استمرار الصمت الدولي يشجع الاحتلال على ارتكاب المزيد من الجرائم، الأمر الذي يتطلب تحركًا عاجلًا من مجلس الأمن والأمم المتحدة لوضع حد للعدوان الإسرائيلي.
دعوات لموقف دولي حاسم
طالب المشاركون في الحراك المجتمع الدولي بضرورة تحمل مسؤولياته القانونية والإنسانية، ووقف سياسة الكيل بمكيالين في التعامل مع قضايا الشعوب، وأكدوا أن الشعب الفلسطيني لن يقبل بفرض أي حلول تنتقص من حقوقه المشروعة، وأن صموده في غزة والضفة الغربية والقدس يشكل أكبر رد على محاولات الاحتلال لطمس الهوية الوطنية.
واختتمت الفعالية بتجديد الدعوة إلى جميع الأطراف العربية والإسلامية والمنظمات الحقوقية العالمية للتحرك العاجل، وتوفير ممرات آمنة لإغاثة المدنيين، ودعم صمود الشعب الفلسطيني في مواجهة حرب الإبادة المستمرة.
