القمة الثانية للإبداع الإعلامي للشباب العربي تختتم أعمالها في العلمين الجديدة

شهدت مدينة العلمين الجديدة، اليوم، اختتام فعاليات النسخة الثانية من قمة الإبداع الإعلامي للشباب العربي، والتي انعقدت على مدار ثلاثة أيام متواصلة تحت شعار "إعلام مبتكر وأعمال رائدة"، بمشاركة بارزة من كوادر الإعلام في مصر ومختلف الدول العربية.
فعاليات متنوعة وورش
قالت المراسلة أميرة قمر، خلال رسالتها المباشرة على قناة إكسترا نيوز، إن القمة انطلقت منذ يومها الأول ببرنامج حافل من ورش العمل والجلسات النقاشية التي غطّت مختلف جوانب الإعلام الحديث، وقد تركزت بعض الورش حول التقنيات الجديدة في المونتاج قبل وبعد إدخال الذكاء الاصطناعي، وأخرى تناولت دور الذكاء الاصطناعي في تطوير الإعلام المعاصر وكيف يمكن أن يسهم في رفع جودة الإنتاج الإعلامي وتسريع آليات النشر.
وأشارت أميرة قمر إلى أن الجلسات استهدفت المزج بين الخبرة العملية والتجربة الشبابية، بما يعزز من مهارات الجيل الجديد من الإعلاميين، ويفتح أمامهم آفاقًا جديدة للتعامل مع التطورات التقنية المتسارعة.
نبيلة مكرم وعلاقة الهوية
من أبرز محطات اليوم، ورشة العمل التي قدمتها السفيرة نبيلة مكرم، والتي تناولت العلاقة بين وسائل التواصل الاجتماعي والهوية الوطنية، إلى جانب بحث تأثير السوشيال ميديا على الصحة النفسية للشباب.
وأوضحت نبيلة مكرم أن مواقع التواصل الاجتماعي باتت أداة مزدوجة؛ فهي تسهم في تعزيز التواصل والانفتاح، لكنها في الوقت نفسه قد تهدد الهوية الثقافية وتؤثر سلبًا على الاستقرار النفسي إن لم تُدار بوعي ومسؤولية، وقد شهدت الورشة تفاعلاً واسعًا من الحضور، خاصة الشباب، الذين طرحوا أسئلة مهمة حول كيفية موازنة استخدام المنصات الرقمية مع الحفاظ على الهوية والخصوصية.
جلسة ختامية يقودها سمير عمر
أما الجلسة الأبرز في اليوم الختامي، فكانت الجلسة المنتظرة للكاتب الصحفي والإعلامي سمير عمر، رئيس قطاع الأخبار بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، والتي جاءت بعنوان: "صناعة الإعلام وتحدياتها في ظل الفوضى المعلوماتية".
وقد أدار الحوار الإعلامي همام مجاهد، وسط حضور قوي من كوادر القنوات الإخبارية التابعة للشركة المتحدة. وتناولت الجلسة أبرز التحديات التي يواجهها الإعلام في العصر الرقمي، ومنها انتشار الأخبار الكاذبة، وصعوبة التحقق من المصادر، وسبل تعزيز مصداقية المحتوى الإعلامي أمام الجمهور.
حضور عربي واسع
أشارت مراسلة إكسترا نيوز إلى أن القمة شهدت حضورًا إعلاميًا عربيًا لافتًا، حيث شاركت وفود إعلامية من الإمارات والكويت والسودان وغيرها من الدول، في خطوة عملية لتنفيذ توصيات النسخة الأولى من القمة، التي دعت إلى تعزيز التعاون بين المؤسسات الإعلامية العربية.
كما كان للإعلاميات المصريات حضور بارز، إذ أدارت آية عبد الرحمن إحدى الجلسات الافتتاحية، فيما قدمت نهى درويش حفل الافتتاح، ما أضفى طابعًا احترافيًا على الفعاليات وعكس تميز الكوادر الإعلامية النسائية.
تفاعل شبابي وزخم ملحوظ
لم يقتصر نجاح القمة على الجانب التنظيمي فحسب، بل انعكس أيضًا في التفاعل الكبير من قبل الشباب العربي المهتمين بمجال الإعلام، حيث عبروا عن حماسهم للاستفادة من الخبرات المطروحة ومناقشة التحديات الراهنة.
وأوضحت المراسلة أن الأجواء العامة في مدينة العلمين تميزت بزخم وحيوية، تزامنًا مع اعتدال الطقس الذي أضفى أجواء مريحة على المشاركين، ما ساعد على إنجاح الجلسات والورش وتبادل الخبرات بين الأجيال المختلفة.

رؤية مستقبلية للإعلام العربي
مع اختتام أعمال القمة، أكد المشاركون أن مثل هذه المنصات تمثل فرصة ذهبية لتبادل الخبرات وصياغة رؤية مستقبلية للإعلام العربي تقوم على الابتكار، وتستفيد من التقنيات الحديثة، وفي الوقت نفسه تحافظ على الهوية الثقافية وتعزز من الدور المهني للإعلام في خدمة قضايا المجتمعات العربية.
وبذلك، تواصل قمة الإبداع الإعلامي للشباب العربي ترسيخ مكانتها كحدث سنوي رائد، يهدف إلى دعم المواهب الإعلامية الناشئة، ويمثل جسراً للتعاون العربي في مجال الإعلام، بما يتواكب مع متطلبات العصر الرقمي.