رعاية قدسية المكان.. كيف نجحت تجربة مسرح العرائس بالمساجد في جذب الأطفال؟|خاص

استضاف موقع «نيوز رووم»، الدكتورة هدى حميد مدير عام التحرير والنشر بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية ومسؤول ملف الطفل بوزارة الأوقاف، وذلك على خلفية النجاح الباهر لتجربة إجازة سعيدة وغيرها من الأنشطة التي قدمتها وزارة الأوقاف خلال الفترة الأخيرة؛ وجعلتها محط إعجاب ومتابعة لعديد من الدول العربية والإسلامية.
كيف نجحت تجربة مسرح العرائس بالمساجد في جذب الأطفال؟
وقالت «حميد» إن فكرة مسرح العرائس بالمساجد واجهت في البداية بعض التردد والقلق من قبل أولياء الأمور، خاصة فيما يتعلق بطبيعة العروض التي ستقدم داخل المسجد، لذا تم وضع ضوابط لضمان ملاءمة العروض للبيئة المقدسة، لافتة إلى أن العروض تتميز باستخدام أدوات صغيرة وبسيطة تشبه تلك التي يمكن للأمهات صنعها في المنزل.
وأكدت أن مسرح العرائس بالمساجد لاقى تفاعلًا وقبولًا كبيرًا من الأطفال وأولياء الأمور، حيث أعرب بعض أولياء الأمور عن دهشتهم من نجاح الفكرة وملاءمتها للأجواء داخل المسجد.
وشددت أنه تم التأكيد على أهمية الالتزام بضوابط قدسية المسجد، حتى في طريقة تقديم العروض، على سبيل المثال: يتم الامتناع عن الأنشطة التي قد تتعارض مع أجواء وقدسية المسجد، ومنها شكل المسرح والعرائس المستخدمة وحتى ضوابط لصوت المؤدية للعمل، ولمسنا تجاوبًا وتعاونًا من قبل الفنانة رحمة محجوب في هذا الجانب.
مبادرة إجازة سعيدة
كما أكدت «حميد»، مسؤول ملف الطفل بوزارة الأوقاف، أن الوزارة حرصت في مبادرة "إجازة سعيدة" على تقديم برامج تثقيفية وتربوية تتناسب مع طبيعة الطفل في كل مرحلة عمرية، مشيرة إلى أن الأنشطة المصممة ضمن المبادرة ليست عشوائية، بل تأتي بعد تقسيم الأطفال إلى مجموعات داخل المساجد وفق الفئة العمرية، حتى يتم تقديم المحتوى بما يناسب مستوى الفهم والقدرة على التفاعل لكل مجموعة.
ولفتت إلى أن الواعظات المشاركات في المبادرة من خلفيات تربوية، مما يسهل عليهن فهم احتياجات الأطفال النفسية والتعامل معهم بأساليب مدروسة، مضيفة: "كثير من الواعظات لديهن تأهيل أكاديمي في التربية، وهو ما يجعل الحوار مع الأطفال مثمرًا ومؤثرًا، لا سيما مع إدراكهن لاختلاف طرق التواصل بين سن وآخر".
كما أشارت إلى أن الأئمة الذين يشاركون في البرنامج الصيفي للأطفال هم من اختاروا المشاركة عن وعي واقتناع، موضحة أن ذلك ينعكس في أدائهم، حيث يدمجون بين الرسالة الدينية والتربوية، ويستندون في تعاملهم إلى سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وأسلوبه في التربية بالحوار والمشاركة.
وأضافت: "بعض المساجد باتت تطوّر من الأنشطة المقدمة بما يتجاوز المتوقع، فإلى جانب الحصص الدينية، نجد أنشطة زراعية، رياضية، ورحلات تعليمية صغيرة. وهذا يعكس روح المبادرة التي فتحت المجال لكل مسجد لأن يُبدع ويُطوّر ضمن إطار محاور الوزارة".