في ذكرى ميلاده الـ77.. عزت أبو عوف أيقونة الفن الراقي

يحيي الوسط الفني والجمهور في مصر والعالم العربي، اليوم الخميس 21 أغسطس 2025، الذكرى الـ77 لميلاد الفنان القدير عزت أبو عوف، أحد أبرز رموز الفن المتعدد المواهب، الذي ترك بصمة لا تُمحى في الموسيقى والسينما والتليفزيون والإعلام. ورغم رحيله في الأول من يوليو عام 2019، ما زالت أعماله تضيء ذاكرة الأجيال وتبقى حاضرة في وجدان عشاق الفن.
نبذة عن عزت أبو عوف
ولد عزت أبو عوف في عام 1948 وسط عائلة فنية راقية، فوالده هو الموسيقار أحمد شفيق أبو عوف، وشقيقته الفنانة مها أبو عوف، وابنته المخرجة مريم أبو عوف، وهو ما جعله محاطًا بالفن منذ نعومة أظافره. ورغم أنه تخرج في كلية الطب وحصل على بكالوريوس في هذا المجال، فإن شغفه بالموسيقى كان أقوى، ليقرر التخلي عن مساره الأكاديمي ويبدأ رحلة إبداعية جديدة رسمت ملامح مشواره الفريد.
كانت البداية بانضمامه إلى فرقة البلاك كوتس التي تركت أثرًا مميزًا على الساحة، قبل أن يُؤسس مع شقيقاته الأربعة فرقة "الفور إم" في ثمانينيات القرن الماضي، والتي اعتُبرت حينها نقلة نوعية في تاريخ الموسيقى العربية الحديثة، لما قدمته من ألحان مبتكرة وأغنيات شبابية خفيفة ما زالت محفورة في ذاكرة الجمهور حتى اليوم.
لم يكتفِ أبو عوف بالموسيقى، بل قرر خوض تجربة التمثيل في عام 1992 بفيلم "آيس كريم في جليم" مع الهضبة عمرو دياب، لتبدأ مرحلة جديدة من حياته الفنية، قدّم خلالها عشرات الأدوار المتنوعة التي أثبتت موهبته كممثل بارع، يتقن تجسيد مختلف الشخصيات. ومن أبرز أعماله السينمائية أفلام: "عمر وسلمى"، "عبود على الحدود"، "مافيا"، إلى جانب أعمال درامية لاقت نجاحًا كبيرًا مثل مسلسل "الصفعة" و**"ظل الرئيس"** الذي كان آخر ظهور له على الشاشة. كما نجح في تقديم برامج تليفزيونية جذبت المشاهدين مثل "هرم الأحلام" و"القاهرة اليوم".
امتلك أبو عوف شخصية قيادية جعلته يترك أثرًا كبيرًا خارج التمثيل أيضًا، حيث تولى رئاسة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عام 2008، وأثبت خلالها قدرته على إدارة المهرجانات الفنية بحكمة ووعي، فكان داعمًا قويًا لاستمرارية المهرجان رغم الصعوبات التي مر بها آنذاك.
ويُحسب له أيضًا دوره البارز في اكتشاف ورعاية المواهب، إذ كان أول من قدّم الفنان محمد فؤاد عبر فرقة "الفور إم"، كما ارتبط بعلاقات قوية مع نجوم جيله مثل عمرو دياب الذي شاركه نجاحات كبيرة، إلى جانب صداقته بالفنان تامر حسني وغيرهم من أبناء الوسط الفني.
ورغم النجاح الكبير الذي حققه، فإن حياته لم تخلُ من المحن، إذ تعرض لصدمات متتالية كان أشدها رحيل زوجته فاتيما في عام 2015، التي ارتبط بها طوال أكثر من 40 عامًا. تركت وفاتها أثرًا عميقًا في نفسه، فتدهورت حالته الصحية وأجرى عملية قلب مفتوح، قبل أن تشتد عليه الأزمات الصحية إلى أن رحل عن عالمنا عام 2019 عن عمر يناهز 70 عامًا.
إن سيرة عزت أبو عوف هي حكاية فنان متكامل، جمع بين الطبيب والموسيقي والممثل والإعلامي والمدير، وبقي طوال مسيرته رمزًا للرقي والإبداع. وفي ذكرى ميلاده اليوم، يستعيد جمهوره ومحبيه صوته وضحكته وأدواره الخالدة، مؤكدين أن الفنان الحقيقي لا يرحل أبدًا، بل يبقى حاضرًا بما تركه من فن وذكريات.