نورهان الشيخ: مصر تبنت الحياد والتوازن منذ بداية الأزمة الروسية الأوكرانية
أكدت الدكتورة نورهان الشيخ، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن موقف مصر منذ اندلاع الأزمة الروسية-الأوكرانية اتسم بالتوازن والحياد، مع التركيز على دعم جهود التسوية السلمية، إذأن القاهرة شاركت في وساطات إفريقية وعربية لإنهاء النزاع، مؤكدة أن الاستراتيجية المصرية منذ البداية كانت تهدف إلى تعزيز الحوار وتجنب التصعيد، مع الحفاظ على علاقات قوية ومتوازنة مع جميع الأطراف.
وأضافت نورهان الشيخ، خلال لقاءها ببرنامج مساء dmc المذاع عبر قناة dmc، أن مصر نجحت في تبني موقف يحقق التوازن بين مصالحها الاستراتيجية والسياسية، وهو ما يجعلها لاعبًا محوريًا في الجهود الدبلوماسية الإقليمية والدولية، مع التركيز على حماية مصالحها الاقتصادية والتجارية في ظل الأزمة.
روسيا وأوكرانيا .. شراكات متوازنة
وأشارت نورهان الشيخ إلى أن روسيا تعد شريكًا استراتيجيًا وتاريخيًا لمصر، وتربط البلدين علاقات اقتصادية وعسكرية مهمة، بينما العلاقات مع أوكرانيا أيضًا قوية وتشمل التعاون التجاري والزراعي والصناعي، فضًلا عن أن القاهرة منذ البداية أيدت أي مساعٍ لحوار مباشر أو وساطة لإنهاء النزاع، مؤكدة أن السياسة المصرية تركز على تعزيز الاستقرار الإقليمي والحفاظ على مصالحها الوطنية.
وشددت نورهان الشيخ على أن هذا التوازن سمح لمصر بلعب دور الوسيط الموثوق به بين الأطراف، مما جعلها محط اهتمام المجتمع الدولي في جهود حل الأزمة دون الانحياز لأي طرف على حساب الآخر.
دور الوساطات الدولية
حول المفاوضات الجارية، لفتت نورهان الشيخ إلى أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب أظهر إرادة واضحة لإنهاء الأزمة، مشيرة إلى أن اللقاءات الأخيرة في واشنطن بين ترامب والزعماء الأوروبيين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أعطت مؤشراً على إمكانية تحقيق تسوية حقيقية، خصوصًا بعد قمة ألاسكا.
وأكدت نورهان الشيخ أن هذه اللقاءات تسلط الضوء على أهمية الجهود الدبلوماسية المكثفة، مشيرة إلى أن مصر كانت داعمة لأي حوار يهدف إلى التوصل لتسوية سلمية ويحد من الخسائر الاقتصادية والسياسية للمنطقة.
روسيا شريك واعد وأوروبا عبء
قامت نورهان الشيخ بمقارنة طبيعة لقاءات ترامب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والتي اتسمت بالود والاحترام المتبادل، مقابل لقاءاته المتوترة مع زيلينسكي والقادة الأوروبيين، مبينًا أن ترامب ينظر إلى روسيا باعتبارها شريكًا اقتصاديًا واعدًا، بينما يرى أوروبا في حالة ضعف اقتصادي وسياسي، ويعتبرها عبئًا أكثر من كونها شريكًا استراتيجيًا.
وأضافت نورهان الشيخ أن هذا التباين في النظرة الأمريكية يفسر بعض التحديات التي تواجه الوساطات الدولية، مؤكدًة أن السياسة المصرية تعتمد على قراءة دقيقة لهذه الديناميكيات من أجل المساهمة بفاعلية في إيجاد حلول عملية ومستدامة للأزمة.
القاهرة واستراتيجيات الحل
واختتمت الدكتورة نورهان الشيخ حديثها بالتأكيد على أن القاهرة ستظل ملتزمة بدعم أي جهود تهدف إلى إحلال السلام والاستقرار في المنطقة، مشيرة إلى أن الدور المصري يتركز على تعزيز الحوار، تقديم الوساطات الموثوقة، وحماية مصالحها الاقتصادية والسياسية.
وشدد نورهان الشيخ على أن نجاح مصر في الحفاظ على توازنها بين روسيا وأوكرانيا يعكس خبرتها الدبلوماسية وقدرتها على لعب دور محوري في الوساطات الدولية، مضيفة أن هذا الموقف يضعها في موقع قوي للتأثير على مجريات الأزمة ودفع الأطراف نحو تسوية سلمية طويلة الأمد.
