قمم ترامب الدبلوماسية.. عروض مبهرة وسط فوضى النتائج

في أسبوع دبلوماسي مكثف، أحدث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تغييرات جذرية في الطريقة التقليدية للتفاوض، مقدماً لقاءات مبهرة في ألاسكا وواشنطن، قبيل بدء الجهود الجادة لصياغة اتفاق سلام في أوكرانيا، وفق تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز".
في الخامس عشر من أغسطس، استقبل ترامب نظيره الروسي فلاديمير بوتين في ولاية ألاسكا، في اجتماع رمزي ذي دلالات تاريخية، أعقبه بعد أيام قليلة لقاء استثنائي في البيت الأبيض ، جمع بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وسبعة من كبار قادة أوروبا من الناتو، المفوضية الأوروبية، فرنسا، ألمانيا، المملكة المتحدة، إيطاليا، وفنلندا.
على الرغم من وحدة غير مسبوقة بين القادة الأوروبيين، إلا أن الكثير من القضايا الحاسمة بقيت دون حل، حيث قدم ترامب مبادرات دبلوماسية جريئة لكن دون تحقيق اختراقات ملموسة.

دبلوماسية متباينة وتأثيرات مقلقة
في ألاسكا، بدا ترامب وكأنه يمهد الطريق لبوتين، متجاهلاً التهديدات السابقة بفرض عقوبات صارمة، ما أثار قلق كل من الأوروبيين والرئيس الأوكراني، الذين خشوا أن تكون هناك صفقة تتم على حساب أوكرانيا.
أما في واشنطن، فقد طالب القادة الأوروبيون بضمانات أمنية قوية لكييف، تشبه المادة الخامسة في الناتو، في حين أصر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني فريدريش ميرز على وقف إطلاق النار كشرط أساسي، واقترحت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني اتخاذ إجراءات حماية عسكرية جماعية.
لكن تقرير "نيويورك تايمز" أشار إلى أن صياغة تفاصيل هذه المبادرات تواجه عقبات كبيرة، إذ لم تظهر روسيا أي التزام واضح بوقف إطلاق النار، وبوتين لم يؤكد رغبته في لقاء زيلينسكي وجهًا لوجه.
ترامب يعرض دعماً محدوداً وقنوات دبلوماسية غير واضحة
من جهته، استبعد ترامب نشر قوات أمريكية في أوكرانيا، لكنه عرض تقديم دعم جوي للقوات الأوروبية، وهو ما رفضته روسيا بشكل قاطع. ووصفت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، أسلوب ترامب بأنه "قطيعة ضرورية" مع الجمود الدبلوماسي القائم.
ومع ذلك، تناقضت تصريحات البيت الأبيض حول موافقة بوتين على لقاء زيلينسكي مع تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي قلل من فرص حدوث هذا اللقاء.
تحذيرات من "فوضى عارمة" في النهج الدبلوماسي
حذر خبراء دبلوماسيون من الفوضى التي قد تنجم عن هذا النهج غير التقليدي، مثل ستيفن بايفر، السفير الأمريكي السابق في أوكرانيا، الذي قال إن الإدارة الأمريكية المعتادة تحرص على التحضير الدقيق، بينما يبدو أن ترامب يسعى فقط لإبرام صفقة سريعة دون الاهتمام بالتفاصيل.
وأضاف بايفر: "الخطر يكمن في عدم التحضير، وترامب يبدو أنه يريد فقط إعلان نجاح دون ضمان استدامته".
ووصف تشارلز كوبتشان، مستشار الشؤون الأوروبية في مجلس الأمن القومي، الوضع بـ"الفوضى العارمة"، مشيدًا بمحاولة ترامب فتح قنوات حوار جديدة، لكنه أكد أن عدم وجود تنسيق واستراتيجية واضحة يترك العديد من التفاصيل المهمة دون حل.
مهمة شاقة وسط تحديات متزايدة
أقر ترامب في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز بصعوبة المهمة، معربًا عن أمله في أن يكون بوتين "بخير" لتفادي المزيد من التعقيدات.