الحريديم يتظاهرون ويقطعون الطرق احتجاجا على التجنيد بجيش الاحتلال
خرج مئات من اليهود الحريديم في جنوب الكيان الإسرائيلي، في مظاهرات احتجاجية ضد قانون التجنيد الإجباري، بعد تصاعد عمليات اعتقال من يتخلفون عن الخدمة العسكرية من أتباع الطائفة.
وأكدت وسائل إعلام عبرية، أن المتظاهرين قاموا بإغلاق طرق رئيسية احتجاجًا على السياسات الحكومية الجديدة، وسط حالة من التوتر الاجتماعي الداخلي بالتزامن مع التصعيد العسكري المتواصل.
خطة احتلال مدينة غزة تبدأ بـ"عربات جدعون 2"
وصادق وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، على خطة عسكرية واسعة النطاق تقضي بـاحتلال مدينة غزة، ضمن عملية أُطلق عليها اسم "عربات جدعون 2"، رغم التحركات الدولية الجارية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار وتبادل الأسرى.
وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي بدأ بالفعل في إرسال أوامر استدعاء لـ60 ألف جندي من قوات الاحتياط، عبر ما يعرف بـ"الأمر 8"، تمهيدًا لتفعيل الخطة وتنفيذ المرحلة التالية من التصعيد العسكري في القطاع.
وبحسب قناة "i24NEWS" العبرية، جاءت المصادقة على الخطة عقب اجتماع رفيع المستوى جمع كاتس برئيس الأركان إيال زامير وعدد من قادة الأجهزة الأمنية، في مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية بمدينة تل أبيب.
خطة نتنياهو.. احتلال تدريجي لغزة
وكان المجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابينت) قد وافق في 8 أغسطس الجاري على خطة طرحها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، تنص على إعادة احتلال كامل لقطاع غزة تدريجياً، بدءًا بمدينة غزة.
تتضمن الخطة تهجير قرابة مليون فلسطيني من المدينة إلى الجنوب، ثم تنفيذ عمليات تطويق وتوغل داخل الأحياء السكنية، في خطوة وصفها مراقبون بأنها تصعيد غير مسبوق يعزز المخاوف من مجازر جماعية جديدة.
وتأتي هذه التطورات العسكرية رغم تواصل جهود الوساطة المصرية والقطرية والأمريكية، الرامية إلى وقف إطلاق النار، لا سيما بعد إعلان حركة حماس موافقتها على المقترح المقدم من الوسطاء.
تهدئة 60 يومًا وتبادل أسرى
وينص المقترح الجديد على هدنة لمدة 60 يومًا، يتم خلالها تبادل أسرى بين الجانبين، وإعادة التموضع الإسرائيلي داخل القطاع، مع السماح بإدخال مساعدات إنسانية مكثفة للسكان المحاصرين في غزة.
ورغم ترحيب حماس بالمقترح، إلا أن مكتب نتنياهو أعلن، أمس الثلاثاء، أن "سياسة إسرائيل لم تتغير"، وأنها تطالب بالإفراج الكامل عن جميع المختطفين وعددهم 50، حسب التقديرات الإسرائيلية.
وتشير التقارير العبرية إلى أن 20 من هؤلاء الأسرى أحياء، بينما في المقابل يقبع أكثر من 10,800 فلسطيني داخل السجون الإسرائيلية، يعانون من ظروف قاسية تشمل التعذيب، والإهمال الطبي، والتجويع، ما تسبب في وفاة العشرات، وفقًا لمنظمات حقوقية.
حماس توافق وإسرائيل تماطل
أكدت حركة حماس مرارًا استعدادها لإطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين دفعة واحدة، شريطة إنهاء الحرب، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، والإفراج عن الأسرى الفلسطينيين.
لكن نتنياهو، الذي يواجه اتهامات في المحكمة الجنائية الدولية بارتكاب جرائم حرب، يواصل المماطلة عبر طرح شروط جديدة، أبرزها نزع سلاح الفصائل الفلسطينية، بالتوازي مع إصراره على إعادة احتلال غزة.
العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة
منذ انطلاق الحرب في 7 أكتوبر 2023، تواصل إسرائيل بدعم مباشر من الولايات المتحدة، تنفيذ حملة إبادة جماعية في غزة، خلفت حتى الآن أكثر من 62,064 شهيدًا، و156,573 مصابًا، غالبيتهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 9 آلاف مفقود، ومجاعة أودت بحياة 266 فلسطينيًا، بينهم 112 طفلًا، وفق معطيات فلسطينية ودولية.
كما تسببت الحرب العدوانية في نزوح مئات الآلاف من سكان القطاع، وسط دمار هائل للبنية التحتية وانهيار الخدمات الطبية والغذائية، في ظل استمرار الحصار الكامل ومنع إدخال المساعدات بالكمية الكافية.
