عاجل

تحرم عليه النار.. ماذا قال رسول الله عن الرفق وبم بشر الرفيق؟

الرفق
الرفق

ماذا قال رسول الله عن الرفق؟، من الأسئلة التي يكثر البحث عنها ونوضحها في التقرير التالي من خلال بيان الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر.

ماذا قال رسول الله عن الرفق؟

وقال علي جمعة من خلال صفحته لله سبحانه وتعالى صفات كمال وجمال وجلال والتعلق والتحقق بهذه الصفات أسس الإيمان من حب ورجاء وخوف. فالعبد يحب الله لصفات كماله، ويرجوه لصفات جماله، ويخافه لصفات جلاله، والعبد يتخلق بصفات الجمال، ويعلم أن الله يحب أن يرى منه في خلقه وسلوكه تلك الصفات، والمؤمن بالعلم والحلم والعقل والعمل والرفق واللين والصبر يحظى الفضائل ويصل إلى ربه سالما إن شاء الله.

وتابع علي جمعة: الرفق صفة جمال من صفات ربنا سبحانه وتعالى أخبر بذلك النبي ﷺ وهو يعلم السيدة عائشة ويحثها على التخلق بها. فعن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: قال لي رسول الله ﷺ: «يا عائشة إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي عليه ما لا يعطي على العنف» (رواه مسلم).

وقد يظن بعض الناس عن طريق الخطأ أن العنف محمود في شريعة الإسلام وأن الله يعطي على العنف أجرا وثوابا وإنما العنف المذكور في الحديث هو الشدة في مواجهة المعتدين وذلك على نحو قوله تعالى: (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا) [الفتح:29]، وقوله سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ) [التوبة:123]، وقوله سبحانه: (فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا) [الإسراء:5].

وشدد على أن الشدة والبأس لا تطلب من المسلم إلا في أوقات قليلة وهي أوقات الالتحام في المعارك كما بينا أما الرفق فهو المطلوب في كل الأوقات والمطلوب في كل الأشياء وهو لا يزيد الشيء إذا دخل فيه إلا جمالا وزينة وإذا خرج منه كان الشيء مشينا غير مستساغ ولذا أخبر النبي ﷺ ذلك لعائشة وهو يعلمها فضل الرفق فقال: «يا عائشة ارفقي فإن الرفق لم يكن في شيء قط إلا زانه ولا نزع من شيء قط إلا شأنه» (رواه مسلم وأبو داود واللفظ له) ، وقال ﷺ: «إن الله يحب الرفق في الأمر كله» (رواه البخاري ومسلم).

وأضاف: لذا من حرمه الله الرفق فلا خير فيه وهو محروم من كل الخير لأن الرفق باب الخير ولذا نرى رسول الله ﷺ يعلمنا ذلك فيقول: «من يحرم الرفق يحرم الخير كله» (مسلم). وأخبر بذلك السيدة عائشة رضي الله عنها فقال ﷺ: «يا عائشة إنه من أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظه من خير الدنيا والآخرة» (أحمد) ، وعنه ﷺ في توصيته للسيدة عائشة رضي الله عنها: «ارفقي فإن الله إذا أراد بأهل بيت كرامة دلهم على باب الرفق» (رواه أحمد).

وقد بشر النبي ﷺ الرفيق اللين السهل بالنجاة من النيران فقال ﷺ: «ألا أخبركم بمن يحرم على النار أو بمن تحرم عليه النار. تحرم على كل هين لين سهل»، وفي رواية «إنما تحرم النار على كل هين لين قريب سهل» (ابن حبان) وكان يطلب في دعائه ﷺ الرفق لمن رفق بأمته فكان يقول: «ومن ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به» ( مسلم).

ولم يقتصر الرفق على أمور الدنيا وحدها بل امتد طلبه حتى في التوغل في الدين والاستزادة منه فأمرنا رسول الله ﷺ بالرفق في ذلك فقال: «إن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه» (رواه أحمد والبيهقي في الشعب).

واختتم علي جمعة: أقرب سبيل للوصول إلى الرفق كظم الغيظ وعدم إنفاذه ويعلمنا رسول الله ﷺ ذلك ويحثنا عليه فيقول: «من كظم غيظًا وهو يقدر على إنفاذه ملأ الله قلبه أمنا وإيمانا ومن ترك لبس ثوب جمال وهو يقدر عليه تواضعا كساه الله حلة الكرامة ومن زوج لله توجه الله تاج الملك» (رواه أبو داود في سننه). وقال ﷺ: «ما جرعة أحب إلى الله من جرعة غيظ يكظمها عبد ما كظمها عبد إلا ملأ الله جوفه إيمانا» (ابن أبي الدنيا). فكظم الغيظ والحلم سبيل الرفق. والرفق من فضائل الأخلاق.

تم نسخ الرابط