أول تعليق لمفتي ماليزيا بعد تغليظ العقوبات لمن تغيب عن صلاة الجمعة |خاص

جاء الكشف عن دراسة ماليزيا تغليظ عقوبة ترك صلاة الجمعة، ليفتح بابًا كبيرًا من التساؤل عن ماهية القرار، والذي وصفه البعض بالإجبار على أداء العبادات.
مفتي ماليزيا يوضح حقيقة السجن لمن تغيب عن صلاة الجمعة
وفي تصريحات خاصة لـ «نيوز رووم»، قال الدكتور فواز أحمد فاضل، مفتي ماليزيا، إن القرار مطبقًا بالفعل لمن ترك صلاة الجمعة 3 مرات، مشيرًا إلى أن الحديث عن تغليظ عقوبة ترك صلاة الجمعة ولو كانت مرة واحدة هو شأن خاص بولاية ترينجانو، ولم يعمم في ماليزيا بكاملها، حيث لم يتم دراسته في باقي الولايات.
التحذير من ترك صلاة الجمعة ممن وجبت عليه
شدَّد الشرع الشريف على مَنْ تخلَّف عن أدائها ممَّن وجبت عليه - بحسب دار الإفتاء-، فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَعَلَيْهِ الْجُمُعَةُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِلَّا مَرِيضٌ أَوْ مُسَافِرٌ أَوِ امْرَأَةٌ أَوْ صَبِيُّ أَوْ مَمْلُوكٌ، فَمَنِ اسْتَغْنَى بِلَهْوٍ أَوْ تِجَارَةٍ اسْتَغْنَى اللَّهُ عَنْهُ، وَاللَّهُ غَنِيُّ حُمَيْدٌ» رواه الدارقطني والبيهقي في "سننيهما".
وروى الإمام مسلم في "صحيحه" من حديث عبد الله بن عمر وأبي هريرة رضي الله عنهم أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ عَنْ وَدْعِهِمُ الْجُمُعَاتِ، أَوْ لَيَخْتِمَنَّ اللهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ، ثُمَّ لَيَكُونُنَّ مِنَ الْغَافِلِينَ».
وروى أبو داود في "سننه" عن أبي الجعد الضمري رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ تَرَكَ ثَلَاثَ جُمَعٍ تَهَاوُنًا بِهَا طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قَلْبِهِ».
وقد عنون الإمام أبو داود في "سننه" (باب التشديد في ترك الجمعة) اهـ. قال الإمام بدر الدين العيني في "شرحه على سنن أبي داود": [أي: هذا باب في بيان التشديد بالوعيد في ترك الجمعة من غير عذر].
وقال الملا علي القاري في "مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح": ["من ترك ثلاث جمع" بضم الجيم وفتح الميم جمع جمعة "تهاونًا بها" قال الطيبي: أي إهانة، وقال ابن الملك: أي تساهلًا عن التقصير لا عن عذرٍ "طبع الله"؛ أي: ختم "على قلبه": بمنع إيصال الخير إليه].
فرض عقوبات بالسجن لمن تغيب عن صلاة الجمعة
كانت كشفت صحيفة الجارديان البريطانية، اليوم الأربعاء، أن السلطات في ولاية ترينجانو الواقعة شمال شرقي ماليزيا، تدرس قواعد جديدة صارمة بموجب الشريعة الإسلامية، تقضي بفرض عقوبات بالسجن لمدة تصل إلى عامين على الرجال المسلمين الذين يتغيبون عن أداء صلاة الجمعة دون أي عذر مبرر.
ودخلت القوانين الجديدة في ماليزيا حيز التنفيذ هذا الأسبوع، بعد إعلان رسمي من الحزب الإسلامي الماليزي (باس)، الذي يهيمن على السلطة في الولاية، ذات الأغلبية المسلمة والمحافظة دينيًا.
وتنص التعديلات على أن من يتخلف عن صلاة الجمعة، حتى ولو لمرة واحدة، دون سبب شرعي، قد يواجه عقوبة بالسجن تصل إلى عامين، أو غرامة مالية تصل إلى 3000 رينغيت ماليزي أي ما يعادل نحو 527 جنيهًا إسترلينيًا، أو كلتا العقوبتين معًا.
سجن عام للمتغيبين عن صلاة الجمعة في ماليزيا
تأتي هذه الخطوة تشديدًا لعقوبة سابقة كانت تنص على السجن لمدة لا تتجاوز ستة أشهر أو غرامة لا تتعدى 1000 رينجيت (نحو 176 جنيهًا إسترلينيًا)، وذلك في حال التخلف عن حضور ثلاث صلوات جمعة متتالية.
ووفقًا لما أعلنته السلطات الدينية في ترينجانو بماليزيا، فإن تنفيذ القانون سيتم من خلال دوريات ميدانية مشتركة بين القوات الأمنية والهيئة الدينية المحلية، وستعتمد بشكل كبير على تقارير المواطنين والمراقبة المجتمعية.
وأكدت السلطات أن لافتات توعوية ستُنشر داخل المساجد في أرجاء الولاية الماليزية، لتذكير المصلين بالضوابط الجديدة، و"بأهمية الالتزام بالشعائر الدينية كجزء من الهوية الإسلامية للرجل المسلم"، بحسب وصف البيان الرسمي.
وتعد ترينجانو واحدة من الولايات الماليزية التي تطبق قوانين الشريعة الإسلامية بشكل أكثر تشددًا، لا سيما في ظل سيطرة الحزب الإسلامي (باس)، الذي يسعى إلى تعزيز تطبيق الأحكام الدينية في المجال العام، في إطار ما يصفه بـ"العودة إلى القيم الإسلامية الأصيلة".
وولم تصدر بعد تعليقات رسمية من الحكومة الفيدرالية في كوالالمبور بشأن هذه الإجراءات، التي من المرجح أن تثير نقاشًا أوسع داخل ماليزيا حول الحدود بين الحريات الفردية وتطبيق الشريعة، في دولة متعددة الأعراق والأديان، يعيش فيها الملايين من غير المسلمين.