من اختفاء شيماء جمال إلى القصاص.. القصة الكاملة لجريمة المزرعة وتنفيذ الإعدام

بعد أكثر من ثلاث سنوات من الجريمة التي هزت الرأي العام المصري، أسدل الستار أخيرًا على قضية الإعلامية الراحلة شيماء جمال، بعد تنفيذ حكم الإعدام بحق زوجها القاضي السابق أيمن حجاج، وشريكه حسين الغرابلي، وذلك لإدانتهما بقتلها عمدًا ودفن جثمانها في مزرعة نائية بالبدرشين، هذه القضية التي شغلت الشارع المصري، تجسد أحد أبشع جرائم القتل التي أثارت موجة من الغضب والصدمة، حيث تم تنفيذ الحكم النهائي في 2024 بعد مسار طويل من التحقيقات والمحاكمات.

بداية الجريمة: اختفاء شيماء جمال

في يونيو 2022، اختفت الإعلامية شيماء جمال في ظروف غامضة، وتحول غيابها إلى قضية جنائية مثيرة للجدل فقد تقدم زوجها، القاضي أيمن حجاج، ببلاغ يزعم فيه أن زوجته غادرت المنزل لتصفيف شعرها ولم تعد ورغم تصريحات الزوج، بدأ الشك يساور السلطات بشأن حقيقة اختفاء شيماء، خصوصًا بعد أن بدأت خيوط الجريمة تتكشف تدريجيًا.

بعد أيام قليلة من البلاغ، تقدم شريك الجاني، حسين الغرابلي، بمعلومات حاسمة للشرطة، حيث أشار إلى مكان دفن الجثة في مزرعة نائية في منطقة البدرشين بمحافظة الجيزة، وعقب وصول السلطات إلى الموقع المحدد، عُثر على جثة الإعلامية شيماء جمال مدفونة في حفرة بالمزرعة، ليبدأ التحقيق بشكل جاد في تفاصيل الجريمة.

تفاصيل الجريمة

كشفت التحقيقات أن الزوج أيمن حجاج كان قد خطط لقتل زوجته بعد نشوب خلافات حادة بينهما، حيث كانت شيماء قد هددته بالكشف عن معلومات قد تضر بسمعته. استدرجها إلى المزرعة بحجة التحدث معها وحل الخلافات وعند وصولها إلى المكان، قام بضربها بمقبض سلاح ناري ما أفقدها وعيها، ثم خنقها حتى الموت بمساعدة شريكه حسين الغرابلي، وقاما بعدها بدفن الجثة في الحفرة المعدة سلفًا.

التحقيقات والتفاصيل

بعد العثور على الجثة، بدأت التحقيقات تكشف عن تناقضات في أقوال الزوج. في البداية، زعم أنه اصطحب شيماء إلى المزرعة بهدف المصالحة، ولكنه اكتشف لاحقًا أنها كانت تهاجمه بسكين، ما دفعه لقتلها في حالة من الانفعال اللحظي. إلا أن الأدلة التي جمعتها النيابة العامة جاءت لتفضح كذب الرواية، حيث تبين أن المزرعة لم تكن ملكًا للزوج كما زعم، بل كانت مستأجرة خصيصًا لتنفيذ الجريمة.

التحقيقات أظهرت أيضًا أن المتهمين قد خططوا مسبقًا للجريمة، حيث قاموا بشراء أدوات حفر ومادة حارقة لتشويه الجثة بعد قتلها، كما أظهرت التحقيقات أن الجريمة تم تنفيذها بناءً على تهديدات شيماء بالكشف عن علاقتها بزوجها وفضح زواجهما غير الرسمي.

المحاكمة وتنفيذ الحكم على قاتي شيماء جمال

في 7 يوليو 2022، قررت النيابة العامة إحالة المتهمين للمحاكمة، وفي 16 أغسطس من نفس العام، تم إحالة أوراقهما إلى مفتي الجمهورية لاستطلاع رأيه بشأن حكم الإعدام، في 11 سبتمبر 2022، نطقت المحكمة بالحكم بالإعدام على أيمن حجاج وحسين الغرابلي، بعدما ثبتت إدانتهما بجريمة القتل العمد.

تواصلت المحاكمات، وفي يوليو 2024، تم رفض الطعن المقدم من المتهمين وقبول عرض النيابة العامة للحكم النهائي، مما أتاح تنفيذ حكم الإعدام بحق المتهمين في 2024 بعد موافقة محكمة النقض.

العزاء والقصاص

في أعقاب تنفيذ الحكم، أعلنت والدة شيماء جمال عن إقامة عزاء رسمي في مسجد التوحيد والنور بمنطقة إمبابة في الجيزة، كما أكدت عبر وسائل الإعلام أنها تشعر بالطمأنينة بعد تنفيذ حكم الإعدام في قاتلي ابنتها، وقالت: “اليوم تم القصاص لشيماء، وأعاد لي القضاء المصري جزءًا من حقي، بعدما قتلوا ابنتي بدم بارد”.

وأضافت والدتها أن القضاء المصري قد أنصف ابنتها في ذات الشهر الذي قتلت فيه، مشيرة إلى أن تنفيذ حكم الإعدام قد جلب لها بعض الراحة النفسية بعد سنوات من المعاناة والانتظار.