"القومي للمرأة" بدمياط ينظم حملة توعية لمناهضة العنف ضد المرأة
انطلقت اليوم حملة توعوية موسعة نظمها فرع المجلس القومي للمرأة بمحافظة دمياط في قرية كفر يوسف بمركز كفر البطيخ، تحت شعار "معًا ضد العنف"، ضمن سلسلة مبادرات تستهدف تمكين المرأة وتعزيز وعيها بحقوقها. وجاءت الحملة في وقتٍ شهد فيه المجتمع تصاعدًا في قضايا العنف الأسري والمجتمعي، ما دفع القومي للمرأة إلى تنظيم أنشطة توعوية مجتمعية مباشرة على الأرض.
عقدت الحملة في مقر القرية، بحضور عدد من ممثلي فرع المجلس برئاسة السيدة مروة نبيل، بالإضافة إلى مشاركات من القيادات المحلية، ونساء القرية من مختلف الأعمار. وابتدأت فعاليات الحملة بـ "طرق أبواب" توعية ميدانية، حيث قام فريق من الفرع بزيارة المنازل ضمن القرية بهدف شرح مفصل لأشكال العنف ضد المرأة — الجسدي، اللفظي، النفسي، والاقتصادي — والحقوق القانونية المتاحة لهن.
وتضمن اليوم نقاش تفاعلي حول أسباب استمرار العنف وأثره على الأسرة والمجتمع، مع التركيز على حالات العنف التي غالبًا ما تمر بصمت. كما تم عرض فيديو توعوي مختصر يتناول قصصًا واقعية تعكس التحديات التي تواجه النساء في مثل هذه البيئات، وقُدمت توصيات عملية لكيفية طلب الدعم والمساعدة من الجهات الرسمية منتصف حدوث الأزمة.
وتعليقًا على الحملة، قالت مقررة الفرع إن الهدف منها يتعدى إيصال الرسالة فقط إلى توعوية المجتمع، بل هو جزء من استراتيجية أوسع لتعزيز تمكين المرأة، يرمي إلى تغيير النظرة الاجتماعية وإحداث بيئات محيطة أكثر دعمًا للمرأة. وأضافت أن مثل هذه اللقاءات المنزلية والتفاعلية تتيح فرصًا أكبر لسماع أصوات السيدات وتوثيق احتياجاتهن الحقيقية.
من جانبهم، أعربت السيدات المشاركات عن تقديرهن لهذه الحملة، مؤكدات أن وجود من يستمع إليهن ويقدّم لهن البدائل القانونية والدعم النفسي يعطيهن شعورًا بالأمان. كما عبّرن عن أن التوعية في القرية نفسها بعيدة عن ضجيج المدينة أفضل سبيل لوصول الرسالة الحقيقية لمن يحتاجها.
وكان فرع المجلس قد أعد وحدة استشارية مؤقتة خلال الحملة، لتلقي استفسارات السيدات وإرشادهن إلى مكاتب الشكاوى المختصة أو الخدمات القانونية المتاحة مجانًا، مما أضاف بعدًا عمليًا للفعالية بجانب الوعي المجتمعي.
وتأتي هذه المبادرة ضمن حزمة فعاليات يمتد تنفيذها على مدى "16 يومًا لمناهضة العنف ضد المرأة"، وهي حملة عالمية اعتمدها المجلس القومي، وتنفذها في الفروع على مستوى الجمهورية، بالتعاون مع مختلف الجهات المدنية والحكومية، في إطار استراتيجية وطنية لتمكين المرأة وضمان حمايتها القانونية والاجتماعية.
وفي ختام الحملة، أكدت مروة نبيل أن فرع المجلس سيتابع نتائج الحملة عبر عقد لقاءات متابعة لتعزيز الاستدامة في التوعية، ودعم نساء القرية في حال رغبن في تقديم بلاغات أو تلقي استشارات. وأشارت إلى أهمية تكامل المجتمع المدني مع الشباب والجهات الرسمية لتحقيق تحوّل إيجابي حقيقي يحافظ على كرامة المرأة ويعزز حقوقها. الفعاليات تُعد خطوة مهمة نحو بناء مجتمع أكثر إنصافًا وسلام داخلي.
