عاجل

أسامة محمود: القاهرة تلعب دورًا محوريًا لإنجاح هدنة تحمي قطاع غزة|فيديو

اللواء أسامة محمود
اللواء أسامة محمود

كشف اللواء أركان حرب، أسامة محمود تفاصيل مهمة حول مسار الجهود المصرية الأخيرة لوقف الحرب في قطاع غزة، والدور الذي لعبته القاهرة بالتعاون مع قطر والولايات المتحدة من أجل التوصل إلى هدنة توقف نزيف الدماء وتعيد الأمل للمدنيين الذين يواجهون أوضاعًا كارثية.

القاهرة في قلب الوساطة

وتابع أسامة محمود، في حوار خاص مع برنامج 90 دقيقة المذاع على قناة المحور الفضائية، "منذ اندلاع الحرب في الثامن من أكتوبر 2023، وضعت مصر على عاتقها مهمة شاقة تتمثل في قيادة الجهود الدبلوماسية لإرساء الهدنة"، موضحًا أن القاهرة كانت صاحبة الطرح الأولي لعدة مبادرات إنسانية هدفت إلى منح المدنيين في غزة فرصة لالتقاط أنفاسهم وسط القصف العنيف والتدمير الشامل.

وأضاف أسامة محمود أن بعض الهدنات التي أعلنت لاحقًا بصياغة أمريكية كانت في الأساس أفكارًا مصرية، وهو ما يعكس أن القاهرة لا تنظر إلى مكاسب سياسية بقدر ما تضع على رأس أولوياتها حماية أرواح الأبرياء وتخفيف المعاناة الإنسانية.

شراكة قطرية وأمريكي

أشار أسامة محمود إلى أن الجهود المصرية لم تكن بمعزل عن الأطراف الإقليمية والدولية، حيث جاء التنسيق الوثيق مع قطر والولايات المتحدة ليمنح الوساطة المصرية مزيدًا من الزخم والقوة في مواجهة التعنت الإسرائيلي.

وأوضح أسامة محمود أن اللجان الفنية المشتركة بين مصر وقطر تواصل الليل بالنهار لطرح مقترحات متجددة على طرفي النزاع، مؤكدًا أن الدبلوماسية المصرية لا تعرف الكلل أو الملل، وتعمل وفق مبدأ "الصبر الاستراتيجي" الذي يتيح استثمار أي فرصة مهما كانت ضئيلة لتحقيق انفراجة سياسية وإنسانية.

نجاحات  وهدنات مؤقتة

وواصل أسامة محمود: "شهدت الأشهر الماضية نجاح مصر في فرض هدنتين مؤقتتين: الأولى في نوفمبر 2023 وأسفرت عن إطلاق سراح عدد من الأسرى، والثانية في يناير بضغط أمريكي مكثف قبل يوم واحد من انتهاء ولاية الرئيس ترامب".

وأوضح أسامة محمود: "لكن هذه النجاحات لم تستمر طويلاً، حيث عاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى التصعيد الدموي، متجاهلًا أي التزامات، لتعود الحرب بشكل أعنف وأكثر قسوة، وتستمر معاناة سكان غزة تحت الحصار والتجويع".

تعنت إسرائيلي وشروط 

أكد أسامة محمود أن سبب تعثر المفاوضات يعود إلى الشروط المتناقضة للطرفين: "إسرائيل تشترط نزع سلاح حركة حماس بالكامل قبل القبول بأي هدنة، بينما تشترط حماس انسحاب آخر جندي إسرائيلي من قطاع غزة قبل تنفيذ أي اتفاق، هذا التناقض جعل المشهد أكثر تعقيدًا وأدى إلى تجميد المفاوضات في أكثر من جولة، رغم تعدد المبادرات والضغوط الدولية".

استخدام الغذاء كسلاح 

لفت أسامة محمود الانتباه إلى سياسة إسرائيل الجديدة في تجويع المدنيين، حيث أطلق على الأمر ما يعرف بـ "Weaponizing the Food"، أي تحويل الطعام إلى أداة حرب ضد سكان غزة، مبينًا أن منع وصول المساعدات الإنسانية يضاعف من حجم الكارثة، ويكشف عن ممارسات تتنافى مع القانون الدولي والأعراف الإنسانية.

وأشار أسامة محمود إلى أن صور الأطفال والنساء وكبار السن الذين يموتون جوعًا داخل غزة تمثل وصمة عار للمجتمع الدولي، الذي يقف عاجزًا أمام هذه الانتهاكات، مؤكدًا أن هذه الجرائم لن تُنسى وسيحاسب عليها كل من تجاهلها أو تغاضى عنها.

دور المبعوث الأمريكي 

كشف أسامة محمود أن المبعوث الأمريكي الجديد للشرق الأوسط ستيفن ستيفانكو أصبح يؤدي دورًا أقرب إلى وزير خارجية، بعد أن وجد نفسه في قلب ملف شديد التعقيد، منوهًا إلى أن بروز دوره السياسي قد يثير حساسية داخل الإدارة الأمريكية نفسها، لكن ذلك يعكس أهمية الملف الفلسطيني بالنسبة لواشنطن.

وأضاف أسامة محمود أن الولايات المتحدة تسعى لتوظيف نفوذها لإقناع إسرائيل بالجلوس إلى طاولة المفاوضات، غير أن التعنت الإسرائيلي يبقى العقبة الأكبر أمام أي اختراق حقيقي.

<strong>الإعلامي حسام الدين حسين </strong>
الإعلامي حسام الدين حسين 

مستقبل الوساطة المصرية 

واختتم اللواء أسامة محمود حديثه بالتأكيد على أن مصر لن تتراجع عن دورها في محاولة إنهاء الحرب، مشددًا على أن القاهرة تدرك أن أمنها القومي يرتبط ارتباطًا مباشرًا باستقرار غزة والمنطقة بأسرها.

وذكر أسامة محمود أن الجهود المصرية القطرية المدعومة أمريكيًا لا تزال تمثل الأمل الأكبر في وقف الحرب، رغم صعوبة الشروط وتناقض المواقف، ومع استمرار الضغط الشعبي والإقليمي والدولي، تبقى احتمالية التوصل إلى هدنة جديدة قائمة، لكنها مرهونة بمدى استعداد إسرائيل وحماس لتقديم تنازلات واقعية.

تم نسخ الرابط