خبير: اجتماع ترامب وزيلينسكي يحمل مؤشرات قوية لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية

كشف الدكتور توفيق حميد، الكاتب والمحلل السياسي، تفاصيل جديدة حول اجتماع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع قادة أوروبا وأوكرانيا، مشيرًا إلى أن اللقاء الأخير حمل مؤشرات قوية على إمكانية إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، وسط تحذيرات أوروبية من أي اتفاق سلام متسرع قد يفتقر إلى الضمانات الأمنية.
اجتماع ترامب وزيلينسكي
وتابع توفيق حميد، في مداخلة هاتفية مع برنامج 90 دقيقة على قناة المحور الفضائية، :"شهد البيت الأبيض اجتماعًا وُصف بالمفصلي، جمع بين الرئيس ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بحضور بارز لعدد من قادة أوروبا، من بينهم المستشار الألماني، ورئيس الوزراء البريطاني، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بالإضافة إلى رئيسة المفوضية الأوروبية ورئيس الوزراء الإيطالي".
وواصل توفيق حميد: "بحسب ما أكده زيلينسكي عبر منصة "إكس"، فإن المفاوضات تناولت بشكل معمّق الوضع الميداني في أوكرانيا وخطوات السلام المحتملة، لافتًا إلى أن الولايات المتحدة بعثت برسالة واضحة حول مشاركتها في الضمانات الأمنية المستقبلية لكييف، وهو ما يُعد بمثابة نقطة ارتكاز للمفاوضات المقبلة".
قمة ترامب وبوتين وزيلينسكي
كما كشف توفيق حميد أن اللقاء الأخير قد يكون خطوة تمهيدية لعقد قمة ثلاثية تجمع الرئيس ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزيلينسكي، مشيرًا إلى أن هناك جهودًا دبلوماسية حثيثة للوصول إلى صيغة "نهائية" للاتفاق.
وواستطرد توفيق حميد: "رغم أن موسكو شددت على أن أي لقاء يجب أن يكون من أجل التوصل إلى اتفاق شامل، لا مجرد استعراض إعلامي، فإن مراقبين أكدوا أن احتمالية نجاح هذا المسار تفوق 80%، خاصة مع انخراط قادة الاتحاد الأوروبي في المفاوضات بصورة مباشرة".
ضمانات دون تدخل عسكري
وأكد توفيق حميد: " خلال الاجتماع، شدد الرئيس ترامب على أن واشنطن لن ترسل قوات عسكرية للدفاع عن أوكرانيا، لكنه أكد التزام بلاده بتقديم ضمانات أمنية قوية ودعم دفاعي متطور يحول دون أي خرق روسي جديد".
وأوضح توفيق حميد أن ترامب يحاول من خلال هذه الاستراتيجية أن يظهر كرجل دولة قادر على إدارة أزمة عالمية معقدة دون التورط في مغامرات عسكرية، في الوقت الذي يوجه فيه رسالة للداخل الأمريكي بأنه يحمي المصالح القومية من خلال القيادة الذكية لا المواجهة المباشرة.
الصورة التي أثارت الجدل
تصدرت مواقع التواصل صورة الرئيس ترامب أثناء استقباله لقادة أوروبا في البيت الأبيض، وهو جالس خلف مكتبه فيما يقف الزعماء الأوروبيون أمامه. واعتبر محللون أن هذه الصورة حملت رسالة رمزية مفادها أن الولايات المتحدة هي اللاعب الأساسي وصاحبة الكلمة العليا في صياغة مستقبل الأزمة.
وأكد توفيق حميد أن هذه الإشارات ليست عفوية، بل جاءت متعمدة لإظهار أن الدور الأوروبي سيكون استشاريًا أكثر منه قياديًا، في ظل تمسك واشنطن بأوراق الضغط الرئيسية.
الموقف الأوروبي
من جانبه، حذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من اتفاق سلام متسرع قد يعيد أوروبا إلى نقطة الصفر إذا لم يتضمن ضمانات أمنية قوية. وأكد أن أي تسوية لا بد أن تمنع روسيا من التفكير مستقبلًا في تجاوز حدود أوكرانيا أو التوسع نحو دول أخرى.
وأشار توفيق حميد إلى أن أوروبا ترى في الولايات المتحدة الضامن الأساسي لأمنها، إذ تخشى العواصم الأوروبية من عودة التوسع الروسي، خاصة مع الطموحات التي يراها البعض استعادة لروح الإمبراطورية السابقة. لذلك، فإن مطلبها الأول هو الحصول على التزام أمريكي حقيقي بحماية أمن أوروبا الشرقي، وليس أوكرانيا فقط.
دور الناتو ضد روسيا
الاجتماع الأخير شهد حضور الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، ما يعكس الأهمية الاستراتيجية للقضية بالنسبة للحلف. ووفقًا للمحلل السياسي توفيق حميد، فإن الدور المنتظر من الناتو سيكون تعزيز قدرات الردع العسكري والدفاعي، دون الانخراط في مواجهة مباشرة مع موسكو.
ويرى مراقبون أن الضمانات الأمنية الأمريكية، إلى جانب دعم الناتو بأسلحة متطورة، ستشكل حاجزًا يمنع أي محاولات روسية مستقبلية لاختراق الحدود الأوروبية أو زعزعة استقرارها.

نحو تسوية محتملة
واختتم الدكتور توفيق حميد تحليله بالتأكيد على أن العالم قد يشهد خلال شهر واحد فقط تطورًا حاسمًا في مسار الأزمة الأوكرانية، مشيرًا إلى أن المشهد الدبلوماسي الراهن يؤكد وجود إرادة دولية للتوصل إلى حل.
وأضاف توفيق حميد أن نجاح ترامب في إدارة هذا الملف سيعزز صورته كزعيم عالمي قادر على تحقيق السلام، فيما سيمنح أوروبا فرصة لاستعادة توازنها الأمني، ويوقف نزيف الحرب الذي استمر لأكثر من عامين.