أستاذ دراسات : الاحتلال يسعى لحصر الصراع الفلسطيني في غزة وتجاهل الضفة الغربية

أكد الدكتور أحمد فؤاد أنور، أستاذ الدراسات الإسرائيلية، أن الحكومة الإسرائيلية تسعى بشكل متعمد إلى حصر القضية الفلسطينية في قطاع غزة فقط، متجاهلة ما ترتكبه من انتهاكات واسعة في الضفة الغربية، وهو ما يشكل خطراً استراتيجياً على جوهر الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وأوضح أنور أن هذا النهج الإسرائيلي يستهدف حرف أنظار المجتمع الدولي عن ممارسات الاحتلال في الضفة الغربية، مثل التوسع الاستيطاني ومصادرة الأراضي والاعتداءات اليومية على الفلسطينيين، مع تكريس صورة أن "غزة هي المشكلة الوحيدة"، في محاولة لتقزيم أبعاد القضية الفلسطينية.
محاولة إسرائيل لحصر الصراع في غزة
وأشار أستاذ الدراسات الإسرائيلية إلى أن الاحتلال يستخدم الحملة العسكرية على غزة كذريعة للقول إن القضية الفلسطينية تقتصر على ملف الأمن مع حركة حماس، بينما يتم تجاهل الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس.
وأضاف أن هذا الطرح يلقى دعماً من بعض الأطراف الدولية التي تتبنى الرؤية الإسرائيلية، حيث يتم تصوير حماس كالعقبة الوحيدة أمام السلام، في حين تُترك الاعتداءات الاستيطانية المتصاعدة في الضفة دون محاسبة أو إدانة كافية.
الانتهاكات في الضفة الغربية.. الصورة الأوسع
أكد أنور أن الضفة الغربية تشهد يومياً ممارسات ممنهجة من جانب الاحتلال، تشمل اقتحام المدن والقرى الفلسطينية، واعتقال المئات من الشباب، فضلاً عن سياسات تهجير قسري تهدف إلى تغيير البنية الديموغرافية.
وشدد على أن هذه الانتهاكات ليست أحداثاً فردية بل سياسة متكاملة تسعى إسرائيل من خلالها إلى فرض واقع جديد على الأرض، بحيث تصبح الدولة الفلسطينية المستقلة حلماً بعيد المنال.
الدور الأمريكي والدولي في تكريس التجزئة
وأوضح أستاذ الدراسات الإسرائيلية أن بعض القوى الدولية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، تسير في اتجاه القبول بالرواية الإسرائيلية التي تفصل بين غزة والضفة، وهو ما يكرس حالة الانقسام الجغرافي والسياسي داخل الأراضي الفلسطينية.
وأكد أن هذا النهج الدولي لا يخدم عملية السلام، بل يساهم في إطالة أمد الصراع، لأنه يتجاهل أن القضية الفلسطينية في جوهرها قضية أرض وحقوق وطنية، وليست مجرد ملف إنساني أو أمني محدود بغزة.
تأثير الانقسام الفلسطيني على استراتيجية الاحتلال
ولفت الدكتور أنور إلى أن الانقسام السياسي بين غزة والضفة يعزز من قدرة إسرائيل على تمرير مخططاتها، مشيراً إلى أن غياب الموقف الفلسطيني الموحد يفتح المجال أمام الاحتلال للتلاعب بالملفات وإقناع المجتمع الدولي بأن المشكلة تكمن فقط في "حماس".
وأضاف أن هذا الوضع يمنح إسرائيل غطاءً لتوسيع الاستيطان في الضفة الغربية وتهويد القدس، بينما يتم تقديم أي هدنة في غزة وكأنها "حل شامل"، وهو أمر يفرغ القضية الفلسطينية من مضمونها الحقيقي.
الانتهاكات تهدد الاستقرار الإقليمي
أكد أستاذ الدراسات الإسرائيلية أن تجاهل الانتهاكات في الضفة الغربية لا يؤثر فقط على الفلسطينيين، بل يهدد استقرار المنطقة بأكملها، حيث أن استمرار القمع والاستيطان يخلق موجات غضب قابلة للانفجار في أي لحظة.
وشدد على أن الأمن الإقليمي لا يمكن أن يتحقق إلا عبر معالجة شاملة وجذرية للقضية الفلسطينية، وليس عبر محاولات تجزئتها أو حصرها في ملف إنساني أو عسكري يتعلق بغزة فقط.
رسالة أحمد فؤاد أنور: لا يمكن تجاوز الضفة الغربية
اختتم الدكتور أحمد فؤاد أنور تصريحاته بالتأكيد على أن أي محاولة لاختزال القضية الفلسطينية في غزة ستبوء بالفشل، لأن الضفة الغربية والقدس هما قلب الصراع وجوهره.
وأشار إلى أن استمرار الاستيطان ومصادرة الأراضي ينسف أي فرص حقيقية للتسوية، داعياً المجتمع الدولي إلى التعامل مع القضية الفلسطينية ككل متكامل، لا يقبل التجزئة أو الانتقاص، مؤكداً أن الحل العادل لا يتحقق إلا بإنهاء الاحتلال وقيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.