حسن سلامة: موافقة حماس على الهدنة المصرية القطرية خطوة مهمة نحو التهدئة

في ظل التصعيد المستمر في قطاع غزة، أكد الدكتور حسن سلامة، أستاذ العلوم السياسية، أن الموقف الراهن يتطلب تحركاً عاجلاً من المجتمع الدولي لوقف العدوان الإسرائيلي، مشيراً إلى أن موافقة حركة حماس على المقترح المصري القطري للهدنة يمثل خطوة مهمة على طريق التهدئة ووقف نزيف الدماء.
وأوضح سلامة خلال مداخلة هاتفية لبرنامج “ الساعة 6 ”، عبر فضائية “ الحياة” مساء اليوم الثلاثاء، أن القطاع يواجه كارثة إنسانية غير مسبوقة، حيث تتفاقم معاناة المدنيين يومياً بسبب القصف المكثف وانهيار البنية التحتية الأساسية، وهو ما يجعل أي جهود للتهدئة أمراً ملحاً لا يحتمل التأجيل.
الهدنة المصرية القطرية: حل مؤقت أم بداية لمسار تفاوضي شامل؟
أشار أستاذ العلوم السياسية إلى أن المقترح المصري القطري يستند إلى وقف إطلاق النار بشكل متدرج، وإدخال المساعدات الإنسانية، والبدء في ترتيبات تهيئة الأجواء لمفاوضات سياسية أوسع، مؤكداً أن قبول حماس بالمقترح يعد بمثابة إشارة إيجابية لوجود رغبة في التوصل إلى حل وسط.
وأضاف أن إسرائيل حتى اللحظة ما تزال تماطل وتضع شروطاً معقدة، أبرزها الإفراج عن جميع الأسرى دفعة واحدة، وهو ما يعكس أن مسار التهدئة لن يكون سهلاً في ظل إصرار حكومة الاحتلال على مواصلة العمليات العسكرية لتحقيق أهداف سياسية داخلية.
الأوضاع الإنسانية في غزة تحت الضغط الدولي
أكد سلامة أن صور الأطفال والنساء والنازحين التي تخرج يومياً من غزة تضع إسرائيل تحت ضغط دولي متزايد، مشيراً إلى أن المساعدات المصرية التي تعبر من معبر رفح تشكل شريان حياة للقطاع.
وأوضح أن استمرار المأساة الإنسانية يدفع العديد من العواصم الغربية إلى إعادة النظر في موقفها، خصوصاً مع تنامي الأصوات داخل أوروبا وأمريكا التي تطالب بوقف الحرب والعودة إلى المفاوضات.
حماس وإظهار المرونة السياسية
قال الدكتور سلامة إن موافقة حركة حماس على الهدنة تكشف عن براغماتية سياسية تهدف إلى التخفيف من معاناة الفلسطينيين، مشيراً إلى أن الحركة تعلم جيداً أن استمرار الحرب يهدد البنية الاجتماعية في القطاع ويضاعف الخسائر البشرية.
وأضاف أن هذه المرونة يمكن أن تمهد الطريق لمرحلة جديدة من التفاوض، لكنها في الوقت نفسه مرهونة بمدى استعداد إسرائيل للتجاوب مع المساعي المصرية القطرية وعدم إفشال الجهود الدولية.
المعادلة الإسرائيلية الداخلية وتأثيرها على مسار التهدئة
أوضح أستاذ العلوم السياسية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يواجه ضغوطاً داخلية كبيرة من المعارضة ومن أسر الجنود الأسرى لدى حماس، ما يجعله يتمسك بمواقف متشددة.
وأشار إلى أن استخدام ورقة الأسرى كشرط أساسي لوقف الحرب يكشف عن أن الحكومة الإسرائيلية تسعى لتحقيق مكاسب سياسية داخلية أكثر من سعيها لوقف معاناة المدنيين.
الدور المصري القطري في إدارة الأزمة
أكد سلامة أن الوساطة المصرية القطرية تمثل القناة الرئيسية للحوار، مشيراً إلى أن مصر بحكم موقعها الجغرافي وعلاقاتها التاريخية بالقضية الفلسطينية، وقطر بدورها كوسيط مقبول من الأطراف الدولية، يلعبان معاً دوراً محورياً في صياغة أي اتفاق مستقبلي.
وأضاف أن هذا التنسيق يعكس جدية عربية في وقف العدوان، لكنه يحتاج إلى دعم دولي أقوى من مجلس الأمن والأمم المتحدة، حتى لا تبقى الجهود رهينة لمواقف تل أبيب المتشددة.
رسالة سلامة: لا بديل عن الحل السياسي
اختتم الدكتور حسن سلامة تصريحاته بالتأكيد على أن وقف إطلاق النار ليس سوى بداية، وأن الحل الحقيقي يكمن في العودة إلى طاولة المفاوضات على أساس حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية.
وشدد على أن استمرار الحرب لن يؤدي سوى لمزيد من الدماء والدمار، بينما تمثل التهدئة خطوة أولى نحو مسار سياسي شامل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني ويحقق الأمن والاستقرار في المنطقة.