خبير: موافقة حماس على مقترح مصر قطع الطريق على إسرائيل لاستمرار الحرب

أوضح طارق البرديسي، خبير العلاقات الدولية، أن موافقة حركة حماس على المقترح المصري بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى تمثل نقطة تحول محورية في مسار الأزمة، مؤكدًا أن هذه الخطوة تُسقط الذرائع التي لطالما استخدمتها إسرائيل لتبرير استمرار العمليات العسكرية في قطاع غزة.
إسرائيل أمام اختبار حقيقي
وأشار البرديسي، في مداخلة هاتفية عبر قناة إكسترا نيوز، إلى أن حماس تجاوبت بشكل إيجابي مع جهود الوساطة المصرية والقطرية، وهو ما يضع إسرائيل أمام اختبار حقيقي لمدى التزامها بالتعاطي مع مسارات التسوية، متسائلًا عن مدى قدرتها على تجاهل هذا التحرك، خاصة في ظل تنديد دولي واسع بسياساتها.
وأكد أن قبول حماس بالتعديلات المقترحة من الوسطاء، يعري الموقف الإسرائيلي أمام المجتمع الدولي، موضحًا أن إدارة الرئيس الأمريكي أبدت أيضًا انزعاجها من إطالة أمد الحرب، التي باتت تفتقد إلى أي مبرر سياسي أو عسكري.
وأضاف أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بحسب تعبيره، يتعامل مع الحرب كغاية في حد ذاتها، وليس كوسيلة لتحقيق أهداف استراتيجية، وهو ما أصبح محل رفض ليس فقط داخليًا، بل أيضًا من أطراف فاعلة دوليًا، على رأسها الولايات المتحدة التي بدأت مصداقيتها كقوة عظمى تُنتقد بسبب صمتها على ممارسات الاحتلال.
المناخ الدولي مواتيًا للتوصل إلى اتفاق هدنة مؤقتة
ونوّه البرديسي إلى أن المناخ الدولي حاليًا يبدو مواتيًا للتوصل إلى اتفاق هدنة مؤقتة لمدة 60 يومًا، تتضمن تبادلًا للأسرى والمحتجزين، مؤكدًا أن هذه الخطوة قد تمهد لحل أكثر شمولًا، شريطة أن تتم برعاية دولية وضمانات حقيقية.
وفيما يتعلق بالمشهد الإنساني في غزة، أوضح البرديسي أن الأوضاع – خصوصًا مع نزوح آلاف السكان – أصبحت كارثية، وهو ما يُحتم ضرورة تنفيذ بنود الاتفاق، بما يشمل إعادة تموضع القوات الإسرائيلية وتوفير ممرات آمنة، بما يتوافق مع روح المقترح المصري، ويخلق بيئة مناسبة للتهدئة.
وبشأن المرحلة التالية للهدنة، أشار البرديسي إلى أن الرؤية المصرية، التي تقوم على التدرج في مسار الحل السياسي، هي الأساس الذي تدور حوله كافة المقاربات الدولية، سواء من واشنطن أو منظمات دولية كالأمم المتحدة.
"حل الدولتين"
وأضاف أن الاتفاق المرحلي يهدف إلى تمهيد الأرض أمام حل نهائي يقوم على "حل الدولتين"، مع ضرورة التدرج من الهدن المؤقتة إلى وقف شامل لإطلاق النار، ثم بدء مفاوضات الحل السياسي التي تعالج جذور الصراع، وعلى رأسها قضايا الاحتلال والاستيطان وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.
وأكد أن هناك تحولات دولية داعمة لهذا المسار، مشيرًا إلى أن عددًا متزايدًا من الدول – بما في ذلك دول أوروبية كفرنسا وإسبانيا والنرويج – بدأت تعترف رسميًا بدولة فلسطين، كما بدأت بعض الدول – كألمانيا – في إعادة النظر في دعمها العسكري لإسرائيل.