وزير الزراعة: خطة لإنشاء مناطق صناعية متخصصة لدعم صناعة الزبيب والكتان|فيديو

أكد الدكتور علاء فاروق، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، خلال لقائه ببرنامج "مساء جديد" المذاع على قناة المحور الفضائية، أن هناك تعاونًا وثيقًا بين وزارتي الصناعة والزراعة لتطوير صناعة الزبيب والكتان، والانتقال من تصديرهما خامًا إلى تصدير منتجات مصنعة ذات قيمة مضافة عالية.
من الزراعة إلى التصنيع
أوضح علاء فاروق أن التكامل بين الزراعة والصناعة لم يعد خيارًا، بل ضرورة لتسويق المنتجات الزراعية بشكل متطور يلبي المواصفات العالمية الصارمة في أوروبا والخليج، مشيرًا إلى أن مصر قادرة على منافسة الأسواق العالمية بمنتجاتها الزراعية إذا تم الاستثمار في التصنيع الزراعي.
كما كشف علاء فاروق عن اجتماع مرتقب مع الفريق كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصناعة، لمناقشة آليات دعم صناعة الزبيب والكتان، وخلق مناطق صناعية متخصصة لتعزيز قدرات مصر الإنتاجية والتصديرية.
صناعة الزبيب: فرص واعدة
أكد علاء فاروق أن مصر تمتلك مساحات واسعة مخصصة لإنتاج العنب المستخدم في صناعة الزبيب، لكن أغلب المصانع العاملة صغيرة الحجم وتحتاج إلى تقنين أوضاعها ودعمها بالتكنولوجيا الحديثة، مضيفًا أن إنشاء منطقة لوجستية متكاملة لصناعة الزبيب سيسهم في رفع كفاءة الإنتاج وزيادة فرص التصدير.
وأشار علاء فاروق إلى أن تطوير هذه الصناعة سيعزز قدرة مصر على توفير عملة صعبة من خلال التوسع في أسواق جديدة، خاصة مع الطلب المتنامي عالميًا على المنتجات الغذائية المصنعة.
الكتان المصري: التصدير خامًا
لفت علاء فاروق إلى أن مصر تعد من أكبر الدول المنتجة للكتان، لكنها تصدره خامًا منذ عقود، وهو ما يحرم الاقتصاد الوطني من عوائد التصنيع، موضحًا أن هناك خطة لتحويل الكتان إلى منتجات متعددة مثل الأقمشة والملابس والزيوت، ما سيضاعف قيمته السوقية.
وأضاف علاء فاروق أن الاستثمار في تصنيع الكتان سيوفر فرص عمل جديدة في محافظات مثل الدقهلية والغربية، التي تعد من أبرز مناطق زراعة وإنتاج الكتان في مصر.
التصنيع وجذب العملة الصعبة
شدد علاء فاروق على أن التصنيع الزراعي يمثل فرصة ذهبية لزيادة عوائد الصادرات الزراعية، وتحقيق طفرة في حجم العملة الصعبة التي تدخل البلاد. وأوضح أن التحول من تصدير المواد الخام إلى تصنيعها يوفر قيمة مضافة تعزز الاقتصاد وتزيد من تنافسية المنتجات المصرية عالميًا.
كما لفت علاء فاروق إلى أن التجارب الدولية الناجحة أثبتت أن الدول التي استثمرت في التصنيع الزراعي استطاعت مضاعفة صادراتها بشكل كبير، وهو ما تسعى مصر لتحقيقه خلال السنوات المقبلة.
دعم المشروعات الصغيرة
كشف علاء فاروق أن خطة الدولة للتصنيع الزراعي ترتكز على دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة في القرى المصرية، باعتبارها المحرك الأساسي للتنمية الريفية، مبينًا أن فكرة "القرية المنتجة" ستكون نموذجًا مطبقًا بالتعاون مع منظمة الفاو ومعهد سيام، من خلال زيارات ودراسات ستبدأ في سبتمبر المقبل.
وأضاف علاء فاروق أن هذا التوجه يعزز من دور الشباب والمرأة الريفية في المشاركة الفاعلة بالتصنيع الزراعي، ما يفتح المجال أمام خلق فرص عمل جديدة وزيادة دخل الأسر الريفية.
دور التعاونيات والزراعة التعاقدية
أكد علاء فاروق أن نجاح التصنيع الزراعي لا يمكن أن يتحقق دون تفعيل دور التعاونيات الزراعية، موضحًا أن هذه الكيانات توفر منصة لتنظيم الإنتاج وتسويق المحاصيل بشكل يضمن استقرار الأسعار وزيادة الأرباح للمزارعين.
ونوه علاء فاروق إلى أن الزراعة التعاقدية تعد أساسًا للتصنيع، إذ تضمن توفير المواد الخام بجودة ثابتة وكميات مستقرة، ما يساعد المصانع على التخطيط والإنتاج وفقًا لمتطلبات السوق المحلي والعالمي.

مستقبل التصنيع الزراعي
اختتم الدكتور علاء فاروق تصريحاته بالتأكيد على أن الدولة ماضية بخطى ثابتة نحو تعزيز التصنيع الزراعي وتحويله إلى رافعة اقتصادية قوية، مشددًا على أن الاستثمار في الزبيب والكتان ليس سوى بداية، بل ستشمل الخطط القادمة محاصيل ومنتجات أخرى لزيادة القيمة المضافة وتحقيق طفرة في الصادرات الزراعية.
وذكر علاء فاروق أن هذا التوجه يتماشى مع رؤية القيادة السياسية لجعل مصر مركزًا إقليميًا للتصنيع الزراعي، بما يحقق الأمن الغذائي، ويدعم الاقتصاد الوطني، ويعزز مكانة المنتجات المصرية في الأسواق العالمية.