وزير الزراعة: مصر تحقق اكتفاءً ذاتياً من الدواجن وتبدأ التوسع في التصدير|فيديو

أكد الدكتور علاء فاروق، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، أن الثروة الحيوانية والداجنة تمثلان ركيزة أساسية في الأمن الغذائي المصري، مشيراً إلى أن الدولة تبذل جهوداً كبيرة لضبط الأسواق وتحقيق الاكتفاء الذاتي.

وأوضح علاء فاروق، خلال لقائه ببرنامج مساء جديد على قناة المحور الفضائية، أن قطاع الدواجن شهد طفرة كبيرة جعلت أسعارها اليوم أقل من تكلفة الإنتاج، وهو ما يلمسه المواطن بشكل مباشر في الأسواق.

أسعار الدواجن والبيض 

قال علاء فاروق إن سعر كيلو الدواجن في المزارع يتراوح بين 60 و65 جنيهاً، وهو أقل من سعر التكلفة الفعلية للإنتاج، مشيرًا إلى أن أزمة الأعلاف التي واجهت القطاع قبل نحو عام تم تجاوزها تماماً، بل وأصبحت مصر تصدر الكتاكيت وبعض منتجات البيض.

وأضاف علاء فاروق أن أسعار البيض تشهد استقراراً كبيراً حالياً، حيث يباع الطبق في الأسواق بنحو 130 إلى 135 جنيهاً، مؤكداً أن هذا السعر متاح في جميع المحافظات، بما في ذلك المناطق السياحية مثل الساحل الشمالي.

تدخل الدولة لضبط الأسعار 

أوضح علاء فاروق أن الدولة لم تتردد في التدخل لحماية المستهلكين عندما ارتفعت أسعار البيض سابقاً إلى ما بين 180 و200 جنيه، حيث تم استيراد كميات إضافية لتغطية الطلب وضبط السوق.

وأكد علاء فاروق أن الدولة تدعم الصناعة الوطنية ولا تسعى إلى منافستها، لكن الهدف الأساسي هو تحقيق توازن السوق ومنع استغلال المواطنين.

اكتفاء ذاتي من الدواجن 

طمأن علاء فاروق المواطنين قائلاً: "لدينا اكتفاء ذاتي كامل من الدواجن، ولدينا فائض يسمح بالتصدير"، منوهًا إلى أن مصر تصدر بالفعل كتاكيت وبيضاً إلى بعض الدول، مما يعكس قوة هذا القطاع وقدرته على المنافسة إقليمياً ودولياً.

وأوضح علاء فاروق أن قطاع الدواجن لم يعد يواجه أزمات الإنتاج السابقة، بل أصبح قادراً على توفير الفائض وتلبية احتياجات السوق المحلي بشكل مستدام.

اللحوم الحمراء.. 60% اكتفاء ذاتي 

وعن اللحوم الحمراء، كشف علاء فاروق أن مصر تحقق حالياً اكتفاء ذاتياً بنسبة 60%، بينما يتم استيراد 40% من الخارج في صورة لحوم مصنّعة أو رؤوس حية بغرض الذبح.

وتطرق علاء فاروق إلى أن الدولة تنفذ خطة طموحة للتحسين الوراثي للقطعان المحلية من خلال التلقيح الصناعي وتطوير السلالات، بما يرفع من كفاءة الإنتاج في اللحوم والألبان على حد سواء.

التحسين الوراثي .. الهولشتاين 

أوضح علاء فاروق أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يولي اهتماماً خاصاً بملف التحسين الوراثي، مشيراً إلى التوسع في تربية سلالات مثل الهولشتاين عالية الإنتاجية في مزارع عملاقة.

وأضاف علاء فاروق أن عملية التحسين تحتاج إلى عدة سنوات حتى تظهر نتائجها بشكل ملموس، حيث يتطلب الأمر دورات متتالية من التلقيح الصناعي للوصول إلى سلالات محسنة تحقق معدلات إنتاج مرتفعة من اللحوم والألبان.

مشروعات في الدلتا 

ولفت علاء فاروق إلى أن التجارب الناجحة للتحسين الوراثي ظهرت بشكل أكبر في مناطق الدلتا والشرقية، بينما يجري حالياً التوسع في محافظات الصعيد عبر إنشاء مراكز للتلقيح الصناعي، بما يضمن توزيعاً عادلاً للمشروعات على مختلف المناطق.

وبين علاء فاروق أن هناك حملات مرتقبة لدعم المربين في الصعيد ومساعدتهم على تبني تقنيات حديثة في التربية والإنتاج.

استيراد سلالات عالمية 

وأوضح علاء فاروق أن مصر تستورد سلالات محسنة مثل الهولشتاين، والسيمنتال، والليموزين، والشاروليه، بهدف التربية وتحسين الإنتاج المحلي، معتبراً أن هذا الخيار ضروري لتغطية الطلب المحلي في ظل زيادة الاستهلاك.

كما أشار علاء فاروق إلى مشروعات تربية الجاموس الإيطالي في مزارع غرب المنيا ومزرعة محمد نجيب، مؤكداً أن هذه السلالة تتميز بإنتاجية عالية من الألبان وتحظى بطلب متزايد.

التحديات السكانية والطلب 

شدد علاء فاروق على أن التحدي الأكبر أمام تحقيق الاكتفاء الذاتي الكامل يتمثل في الزيادة السكانية، حيث يزيد عدد السكان بنحو 2.5 مليون نسمة سنوياً، وهو ما يرفع الاستهلاك بشكل مضطرد.

وأضاف علاء فاروق أن مصر من أكبر الدول المستهلكة للحوم الحمراء، ومع ارتفاع متوسط الأعمار وتراجع معدلات الوفيات، تظل الحاجة إلى تطوير الثروة الحيوانية والداجنة ضرورة ملحة.

الأمن الغذائي أولوية وطنية

اختتم علاء فاروق تصريحاته بالتأكيد على أن الأمن الغذائي يمثل أولوية قصوى للدولة المصرية، مشيراً إلى أن خطط التوسع الزراعي والتحسين الوراثي واستيراد السلالات كلها تهدف إلى تقليل الفجوة الغذائية وضمان استقرار الأسعار.

وذكر علاء فاروق أن الدولة تسير بخطوات ثابتة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي وتقليل الاعتماد على الواردات، بما يضمن حماية المواطن المصري من تقلبات الأسواق العالمية.