رمزي عودة: زيارة محمد مصطفى لمعبر رفح تعزيز لشرعية السلطة الوطنية |فيديو

أكد الدكتور رمزي عودة، أمين عام الحملة الأكاديمية الدولية لمناهضة الاحتلال، أن زيارة رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى إلى القاهرة، ثم إلى معبر رفح برفقة وزير الخارجية، بدر عبد العاطي، تمثل رسالة بالغة الأهمية لمواجهة المخططات الإسرائيلية الرامية إلى تهجير الفلسطينيين وتقويض عودة السلطة الوطنية الفلسطينية إلى قطاع غزة.
الدور المصري في دعم غزة
وأوضح رمزي عودة، خلال مداخلة على قناة القاهرة الإخبارية مع الإعلامية أمل مضهج، أن هذه الزيارة لا تحمل فقط أبعادًا سياسية آنية، بل تعكس تصميمًا فلسطينيًا ومصريًا على تثبيت شرعية منظمة التحرير الفلسطينية بوصفها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وتجديد التأكيد على أن السلطة الوطنية هي الجهة الوحيدة المخوّلة بإدارة شؤون القطاع بعد العدوان.
شدد رمزي عودة على أن السلطة الفلسطينية لم تنقطع يومًا عن دعم قطاع غزة، سواء من خلال حضورها السياسي والدبلوماسي على المستوى الدولي عبر الأمم المتحدة والجامعة العربية، أو عبر جهودها المباشرة في الساحة الفلسطينية، مؤكدًا أن القيادة الفلسطينية تدرك أن غزة تمثل جزءًا أصيلًا من الهوية الوطنية، وأن الحفاظ على وجودها ودعم صمود أهلها أولوية استراتيجية.
الموقف المصري الحاسم
وأشار رمزي عودة إلى أن التحركات الفلسطينية، سواء داخل المؤسسات الدولية أو عبر اللقاءات الثنائية مع الدول العربية والداعمة للقضية، تثبت أن القضية الفلسطينية لا تزال في صدارة الأجندة، وأن أي محاولات لتجاوز السلطة الوطنية أو إضعافها تصب في صالح المخططات الإسرائيلية الرامية إلى إعادة رسم خريطة غزة بمعزل عن الضفة الغربية.
لفت رمزي عودة إلى أن الموقف المصري جاء حاسمًا وواضحًا، من خلال تأكيد القاهرة مجددًا أن منظمة التحرير هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وأن السلطة الوطنية هي الجهة الشرعية لإدارة القطاع، مضيفًا أن مصر، بما لها من ثقل سياسي وتاريخي في الملف الفلسطيني، أرسلت رسالة قوية لإسرائيل والمجتمع الدولي بأن الشرعية الفلسطينية لا يمكن تجاوزها، وأن أي حلول بديلة خارج إطار السلطة لن يُكتب لها النجاح.
الوحدة الوطنية الفلسطينية
كما أشار رمزي عودة إلى أن القاهرة لا تدافع فقط عن القضية الفلسطينية، بل عن الأمن القومي المصري ذاته، مؤكدًا أن مصر تدرك أن استقرار غزة جزء لا يتجزأ من استقرار المنطقة بأسرها.
وفيما يتعلق بملف المصالحة الفلسطينية، شدّد رمزي عودة على أن غياب الوحدة الوطنية منذ عام 2007 لم يكن قرارًا فلسطينيًا خالصًا، بل نتيجة تدخلات وأجندات خارجية عطّلت مرارًا جهود القاهرة لتحقيق التوافق بين حركتي فتح وحماس وباقي الفصائل الفلسطينية، موضحًا أن الانقسام الفلسطيني لم يخدم سوى الاحتلال، الذي استغل الخلافات الداخلية لتعزيز سياساته الاستيطانية والعدوانية.
أفق جديد للقضية الفلسطينية
وأضاف رمزي عودة: "ربما بعد كارثة السابع من أكتوبر بدأت حركة حماس تدرك أنه لا يمكن مواجهة الاحتلال إلا عبر وحدة وطنية حقيقية داخل إطار منظمة التحرير الفلسطينية، بما يضمن تمثيلًا موحدًا وقويًا أمام المجتمع الدولي".
واختتم رمزي عودة تصريحاته بالتأكيد على أن ما يجري اليوم من تنسيق مصري فلسطيني مكثف قد يفتح الباب أمام مرحلة جديدة في مسار القضية الفلسطينية، تقوم على استعادة الوحدة الداخلية وتعزيز الدور العربي الداعم، مع مواجهة المخططات الإسرائيلية بصلابة سياسية ودبلوماسية.

مواجهة المخططات الإسرائيلية
ورأى رمزي عودة أن الرسالة الأبرز لزيارة رئيس الوزراء الفلسطيني إلى القاهرة ومعبر رفح هي أن غزة ليست وحدها، وأن مصر تقف في مقدمة الداعمين للشرعية الفلسطينية، ما يقطع الطريق أمام أي محاولات لإضعاف السلطة الوطنية أو فرض حلول تنتقص من الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني.