عاجل

أحمد طاهر: الأموال المشوّهة أخطر من غسل الأموال التقليدي وتدمّر قيم المجتمع

جرائم غسل الأموال
جرائم غسل الأموال

كشف اللواء أحمد طاهر، الخبير الأمني المتخصص في التحليل الجنائي والقضايا الإلكترونية، عن أخطر الظواهر التي باتت تهدد المجتمعات في الوقت الراهن، مؤكداً أن الخطر لم يعد مقتصرًا على غسل الأموال التقليدي، وإنما ظهر نوع أكثر خطورة أسماه بـ"الأموال المشوّهة".

وأوضح أحمد طاهر ، خلال لقائه في برنامج "أهل مصر" المذاع على قناة "أزهري"، أن الأموال المشبوهة لطالما ارتبطت بأنشطة غير قانونية، حيث يلجأ أصحابها إلى عمليات غسل الأموال لإضفاء الشرعية عليها، حتى وإن خسروا جزءًا من قيمتها يتراوح بين 20% و30% مقابل إدخالها إلى الدورة الاقتصادية بشكل طبيعي.

أموال للتشويه لا للاستثمار

وأشار أحمد طاهر إلى أن "الأموال المشوّهة" تمثل نمطًا مختلفًا كليًا، إذ لا يسعى أصحابها إلى استردادها أو تعويضها كما هو الحال مع الأموال المغسولة، وإنما يتم ضخها عمدًا في مجالات استهلاكية واستعراضية مثل شراء السيارات الفارهة، والفيلات الفخمة، والهدايا الباهظة، بالإضافة إلى تمويل حملات إعلانية وهمية على منصات التواصل الاجتماعي.

وبيّن أحمد طاهر أن الهدف من هذه الأموال لا يرتبط بتحقيق أرباح مالية مباشرة، وإنما يقوم على صناعة صورة زائفة لما يُعرف بـ"المشاهير المزيفين"، الذين يظهرون وكأنهم حققوا ثراءً سريعًا دون أي جهد أو قيمة مضافة للمجتمع.

استهداف مباشر للشباب

ولفت أحمد طاهر إلى أن هذه الظاهرة لا تُعد مجرد عملية مالية مشبوهة، بل هي استراتيجية تستهدف المجتمع بشكل مباشر، إذ تعمل على زرع الإحباط في نفوس الشباب من خلال الترويج لنماذج تُوحي بأن النجاح يتحقق بالاستعراض الفارغ لا بالعمل والاجتهاد.

وأكد أحمد طاهر أن هذا الأسلوب يساهم في تشويه منظومة القيم المجتمعية، ويجعل الشباب يظنون أن الإنجاز الحقيقي لم يعد مهمًا، بل إن المظاهر المصطنعة أصبحت معيارًا للتفوق الاجتماعي والنجاح الشخصي.

منصات التواصل للاستعراض

وأضاف أحمد طاهر أن منصات التواصل الاجتماعي، وفي مقدمتها "تيك توك"، التي بدأت في الأصل كمنصات ترفيهية وتثقيفية، تحولت تدريجيًا إلى واجهات يُستخدم بعضها في تمرير هذه المخططات المشبوهة.

وأوضح أحمد طاهر أن بعض الأشخاص الذين ظهروا فجأة في المجتمع بثراء غير منطقي، إنما يمثلون نتاج هذه الأموال المشوّهة، الأمر الذي يفسر فتح النيابة العامة تحقيقات في قضايا مثيرة للجدل تخص تلك الفئة، والتي باتت تثير الرأي العام بشدة.

صناعة الوهم عبر الأموال

وأشار أحمد طاهر إلى أن استخدام الأموال المشوّهة لا يتوقف عند حدود شراء السلع الفاخرة أو تمويل الحملات الوهمية، بل يتجاوز ذلك إلى صناعة "وهم جماعي" يتم الترويج له عبر الإعلام الجديد.

وبيّن أحمد طاهر أن هذه الظاهرة تمثل تحديًا خطيرًا لأجهزة الدولة، لأنها تستهدف عقول الشباب وقيم المجتمع، وتخلق فجوة بين الأجيال، حيث يواجه جيل كامل ضغطًا نفسيًا نتيجة مقارنة نفسه بصور مصطنعة وثراء زائف يُعرض عليهم ليل نهار.

<strong>جرائم غسل الأموال</strong>
جرائم غسل الأموال

دعوة لمواجهة الظاهرة

وشدد أحمد طاهر على أن خطورة "الأموال المشوّهة" تكمن في قدرتها على اختراق المجتمع عبر قنوات ناعمة، وليست مباشرة، وهو ما يجعل مواجهتها أكثر صعوبة من جرائم غسل الأموال التقليدية.

وأكد أحمد طاهر في ختام حديثه ضرورة التعاون بين المؤسسات الأمنية والإعلامية والتربوية لمجابهة هذه الظاهرة، من خلال التوعية المجتمعية، وسن تشريعات رادعة، ومتابعة دقيقة للمنصات الرقمية التي تُستغل في تمرير هذه المخططات التي تهدد الأمن الفكري والاجتماعي على حد سواء.

تم نسخ الرابط