عاجل

كارثة.. «سلفية تيك توك» منصة تكفير لـ شيخ الأزهر وكبار العلماء ودعوة للانحراف

سلفية التيك توك
سلفية التيك توك

لا يتوقف خطر موقع «التيك توك»، على الفيديوهات اللا أخلاقية التي يقدمها أناس يمثلون قاعة المجتمع ممن يبحثون عن جني المال، بل تخطى الأمر إلى تهديد العقيدة وتكفير الآخر بفضل بعض دعاة التكفير السلفي أو الوهابي.

مقامات آل بيت قبلة المصريين 

فعندهم زيارة مقامات آل البيت شرك وكفر رغم ما فيها من معانٍ ودلالات روحية وحضارية عميقة، فهي ليست مجرد رحلة دينية بل لقاء مع تاريخ ممتد في وجدان الأمة الإسلامية. فقد احتضنت مصر آل البيت منذ قرون، وصارت مقاماتهم جزءًا من هويتها الدينية والثقافية، يقصدها الزائرون من أنحاء العالم الإسلامي، طلبًا للسكينة الروحية، وتعظيمًا لأهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذين قال فيهم: «أذكركم الله في أهل بيتي».

وقد أولى الرئيس عبد الفتاح السيسي اهتمامًا خاصًا بتطوير هذه المقامات والمساجد الكبرى المنسوبة إلى آل البيت مثل السيدة زينب، والسيدة نفيسة، والإمام الحسين رضي الله عنهم، ليس فقط من أجل تحسين بنيتها التحتية وتوسيع ساحاتها وخدماتها، بل لإبراز قيمتها الحضارية والدينية. هذا الاهتمام يعكس رؤية شاملة تجعل من السياحة الدينية موردًا مهمًا لمصر، وجسرًا للتواصل الروحي والثقافي مع العالم الإسلامي.

بل إن تطوير مقامات آل البيت يحقق أهدافًا متعددة: تعزيز الهوية الإسلامية الوسطية، الحفاظ على التراث الديني والمعماري، تنشيط السياحة الدينية، وتأكيد دور مصر كقلب نابض للعالم الإسلامي، ما جعل زيارة هذه المقامات جمع بين العبادة والتاريخ، وبين الروحانية والتنمية، وهو ما يعكس توازنًا يميز النهضة المصرية الحديثة تحت رعاية الرئيس السيسي.

التكفير بثمن المشاهدات.. تجارة سلفية على حساب آل البيت والدين

يصادر م . س السلفي أحد من لهم منصة بالتيك توك على قرارات الرئيس وينصب نفسه مفتيًا عامًا ويحكم بالتكفير، هذه الفئة التي تخرب العقول داخل مصر العريقة لم تتورع عن التكفير أو الحذر من خطورة كلمة يبيت بها قائلها إن لم تكن خصلة فيمن اتهمه ويأتي بها يوم القيامة فخرجوا يطلقون حكم الكفر على المفتي الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الدكتور علي جمعة، والدكتور أحمد كريمة الأستاذ بجامعة الأزهر، وإن اختلفوا في حكم التكفير على فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب إلا أنهم يرونه الخطر الأكبر على الوهابية.

منابر الظلام الرقمية.. حين يتحول تيك توك إلى منصة للتكفير والشذوذ

ومن المؤسف أن يظهر بين الحين والآخر أشخاص يستغلون منصات التواصل الاجتماعي مثل “تيك توك” لبث أفكار متشددة تسيء إلى ثوابت المجتمع وتتناقض مع قرارات الدولة ورؤيتها في دعم السياحة الدينية، فيتهمون زوار مقامات آل البيت بالكفر والابتداع.

هذه الدعوات تمثل خروجًا صريحًا على الدستور المصري الذي يكفل حرية المعتقد والشعائر، كما تتعارض مع السياسة الرسمية للدولة التي تولي اهتمامًا كبيرًا بتطوير مقامات آل البيت باعتبارها جزءًا من التراث الديني والإنساني لمصر.

كما أن مثل هذه الأصوات لا تكتفي بمخالفة منهج الوسطية الأصيل، بل تضرب أيضًا الاقتصاد الوطني من خلال تشويه صورة السياحة الدينية التي تسعى الدولة جاهدة لتنشيطها باعتبارها موردًا مهمًا وجسرًا للتواصل مع العالم الإسلامي. لذلك فإن مواجهة هذه التجاوزات لا تكون بالجدل الفكري وحده، بل بتطبيق القانون المصري الذي يجرّم ازدراء الأديان والتحريض على الكراهية ونشر الأخبار الكاذبة.

يقول عبدالغني هندي عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في تصريحات خاصة لـ «نيوز رووم»، إن محاكمة من يستخدم المنصات الرقمية للتحريض ضد زوار مقامات آل البيت ليست فقط دفاعًا عن قدسية هذه الأماكن وعن قيم التسامح الديني، بل هي أيضًا حماية لهيبة الدولة وقراراتها، وردع لكل من يحاول تقويض جهودها في تنمية السياحة الدينية وتعزيز صورة مصر كحاضنة لتراث آل البيت.

في الدستور المصري في مادته السابعة نصّ بوضوح على أن الأزهر الشريف هو المرجع الأساسي في العلوم الدينية والشؤون الإسلامية “دون غيره”، وهو ما يعني أن الحديث في الدين أو إصدار الفتاوى مقصور على العلماء المتخصصين. كما أن قانون دار الإفتاء رقم (139 لسنة 2020) يجرّم أي فتوى أو قول ديني رسمي يخرج من غير أهل الاختصاص، فيما نصّ قانون الخطابة (51 لسنة 2014) على قصر المنابر والدروس على الأزهريين المعتمدين.

أما من جهة الضرر بالاقتصاد الوطني، فقد شدد قانون العقوبات في مواده (86) و(98 أ) و(102 مكرر) على تجريم نشر أفكار متطرفة أو إشاعات كاذبة أو ما من شأنه إثارة الفتنة وتعطيل جهود الدولة والإضرار بالسلام الاجتماعي والاقتصادي. ولا شك أن التحريض ضد السياحة الدينية وضد زوار مقامات آل البيت يمثل ضربًا مباشرًا لهذه الجهود، ويضر بصورة مصر التي تسعى لترسيخ هويتها الحضارية الوسطية أمام العالم.

خطر على الدين والوطن.. سلفية تيك توك بين هدم السياحة ونشر الانحراف

من أخطر ما نراه اليوم على منصات مثل “تيك توك” أن بعض أصحاب الفكر السلفي المتشدد يتجرأون على تكفير زوار مقامات آل البيت، بل يتجاوزون إلى سبّ الأمهات والآباء بألفاظ نابية، بل وأحيانًا ينحدرون إلى التحرش وطلب الممارسات الشاذة مع رجال مثلهم. هذه الممارسات تكشف ازدواجية خطيرة: ادعاء الغيرة على الدين في العلن، ثم الانغماس في الرذيلة والفحش في الخفاء.

حكم تكفير المسلم.. هل يندرج قول سلفية التيك توك مخالفة شرعية وقانونية؟

شرعًا، من يفتري على الناس بالكفر بغير علم فقد ارتكب كبيرة عظيمة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا قال الرجل لأخيه: يا كافر، فقد باء بها أحدهما»، ومن يسبّ والدي غيره فقد لعن نفسه، إذ جاء في الحديث: «من الكبائر شتم الرجل والديه»، فضلاً عن أن الفاحشة والشذوذ محرّمان تحريمًا قاطعًا في الإسلام.

قانونًا، هذه الأفعال مجرّمة بوضوح: ازدراء الأديان والتحريض على الكراهية (مادة 98 أ عقوبات). السب والقذف (المواد 302 وما بعدها). التحرش والفعل الفاضح والشذوذ (المواد 269 و278 و306 مكرر عقوبات). 

كما يعد نشر محتوى مسيء على الإنترنت (قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات رقم 175 لسنة 2018). وبالتالي، فإن العقوبة الدينية هي الإثم واللعنة، والعقوبة القضائية هي الحبس والغرامة وربما أشد بحسب الجريمة. ومن هنا، وجب أن يتصدى القانون لمثل هذه النماذج التي تسيء إلى الدين والمجتمع والآداب العامة تحت ستار “النصح” و”الغيرة”.

تم نسخ الرابط