خطة أمريكية جديدة لوقف حرب غزة: هدنة وتدويل مقابل إنهاء سيطرة حماس

طرحت الولايات المتحدة مقترحًا جديدًا لإنهاء الحرب المتواصلة في قطاع غزة، يتضمن خطوات تدريجية تبدأ بهدنة مؤقتة وتمتد إلى ترتيبات طويلة الأمد لإعادة إعمار القطاع تحت إشراف دولي.
وكشفت وسائل إعلام عبرية عن تفاصيل هذه الخطة، التي حملت توقيع المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف، مشيرة إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أبدى ترحيبًا حذرًا ببعض بنودها، مع إصرار واضح على ثوابت إسرائيلية أبرزها نزع سلاح حركة حماس والحفاظ على السيطرة الأمنية الإسرائيلية.
هدنة مدتها 60 يومًا
بحسب صحيفة "إسرائيل اليوم"، تنص المرحلة الأولى من المبادرة على وقف مؤقت لإطلاق النار لمدة 60 يومًا، يتم خلالها التفاوض على المرحلة النهائية من الحرب.
وتشمل هذه الفترة صفقة تبادل أسرى واسعة، تُفرج بموجبها حركة حماس عن عشرة أسرى إسرائيليين أحياء، وتسلم جثامين 18 آخرين، مقابل إطلاق سراح أكثر من 1200 معتقل فلسطيني من السجون الإسرائيلية، بينهم محكومون بالمؤبد.
إدارة دولية لقطاع غزة
تتضمن الخطة في مرحلتها الثانية التمهيد لوقف شامل ودائم للقتال، تمهيدًا للمرحلة الأهم والأكثر إثارة للجدل، وهي إخضاع قطاع غزة لإدارة دولية بإشراف أمريكي، لا تكون بيد حماس ولا السلطة الفلسطينية.
وتهدف هذه المرحلة إلى وضع ترتيبات أمنية ومدنية جديدة، تقود إلى إعادة إعمار القطاع وضمان استقرار طويل الأمد، لكن بشروط تضمن عدم عودة حماس إلى السلطة أو استمرار سيطرتها على السلاح.
موقف إسرائيل: لا للتجزئة ولا لهدنة دون شروط
رغم الترحيب المبدئي ببعض البنود، شدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على ضرورة أن يكون الاتفاق "شاملًا لا جزئيًا"، مع التأكيد على أن نزع سلاح حماس ووجود سيطرة أمنية إسرائيلية مستمرة شرطان لا يمكن التنازل عنهما.
كما أشار إلى أن أي إدارة بديلة للقطاع يجب أن تُنشأ بمعايير إسرائيلية دقيقة تضمن عدم عودة "التهديد الأمني".
حماس مستعدة لاتفاق جزئي
في المقابل، أبلغت حركة حماس الوسطاء في مصر وقطر استعدادها للقبول باتفاق جزئي يشمل صفقة تبادل أسرى محدودة، بهدف وقف العمليات العسكرية المتصاعدة في مدينة غزة.
وأكدت تقارير إعلامية عبرية، من بينها موقع "آي 24"، أن الحركة لم ترفض مبدأ التفاوض، لكنها تتحفّظ على بعض الشروط المطروحة، خصوصًا مسألة التدويل الكامل للقطاع.
الجيش الإسرائيلي يصعّد استعدادًا للمرحلة التالية
بالتزامن مع هذه التحركات السياسية، أعلن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، المصادقة على خطة المرحلة التالية من الحرب، بعد جولة ميدانية في القطاع.
وأكد زامير أن الجيش سيواصل الهجوم بقوة، مع التركيز على مدينة غزة، في إطار عملية "عربات جدعون"، التي وصفها بأنها حققت زخمًا يجب الحفاظ عليه. وأضاف أن تحرير الرهائن لا يزال هدفًا مركزيًا في العمليات الجارية.