عاجل

من دمشق إلى موسكو.. لأول مرة التفاصيل الكاملة لهروب بشار الأسد تحت جنح الليل

هروب بشار الاسد
هروب بشار الاسد

في يوم الجمعة، كان التواصل مستمراً مع محافظة حمص التي شهدت حالة من الرعب الشديد، حيث كان قرار الهروب يرتبط بشكل مباشر بالتطورات المتسارعة في المشهد السوري. لم تعد دمشق وعاصمة النظام محصنة كما كانت، إذ بدأت طبقات الحكم الداخلية تنهار، وتبدلت مواقف الحلفاء، ما كشف عن خلل عميق في النظام لا يمكن تجاهله.

تصدع النظام وعزلة بشار الأسد

بدأت السيطرة التدريجية على رأس السلطة تتراجع في الأيام الأخيرة، وأصبح رئيس الجمهورية بشار الأسد يواجه عزلة سياسية غير مسبوقة. لم تكن الأزمة أزمة نظام فحسب، بل لحظة مفصلية في علاقة الدولة بمواطنيها. حين خرج المواطنون في ربيع عام 2011 مطالبين بحقوقهم، وانطلقت شرارة الاحتجاجات من درعا جنوبي البلاد وانتشرت لتصل إلى حمس، حماة، إدلب، واقتربت من قلب دمشق.

 

وسرعان ما تحولت الاحتجاجات من مطالب إصلاحية إلى مواجهات مفتوحة، مع محاولات سياسية لإنقاذ الموقف، أبرزها الاتصالات الروسية التي لم تثمر. إلا أن الفرصة الأخيرة التي وجدها بشار الأسد كانت قرار الفرار، استنادًا إلى استحالة إنقاذ الوضع والمقاومة العسكرية القادمة نحو دمشق. وكشف سقوط حماة ثم حمص الطريق أمام القوات المعارضة نحو العاصمة.

بداية المعركة والانطلاق من ريف حلب

في منتصف الليل بتاريخ 27 نوفمبر، ورد اتصال استنفاري يوجه للاستعداد والتحرك. تم التوجه إلى ريف حلب الغربي حيث المقاتلون جاهزون وذات معنويات عالية. انطلقت ساعة الصفر للمعركة بعد التأكد من استعداد الجميع، وسط إصرار على عدم التراجع واستعادة المناطق التي كانت تحت سيطرة النظام.

تقدم سريع وانهيار النظام في حلب

وخلال يومين، تقدمت القوات المعارضة بشكل مفاجئ في ريف حلب الغربي، مما أدى إلى انسحاب كبير لقوات النظام. بحلول هذه المرحلة، كانت حلب بشكل عام قد سقطت عمليًا من الناحية العسكرية. رغم تحذيرات شديدة، كان هناك صمت رسمي من القيادة النظامية، مما أضاف إلى حالة الفوضى والرعب.

ونجحت الفصائل المسلحة في السيطرة على طريق الأوتوستراد الدولي  الرابط بين حلب ودمشق، ما أدى إلى قطع شريان حيوي للنظام. هذا الأمر زاد من حالة الخوف والذعر داخل أروقة السلطة وفي أوساط الحلفاء الإيرانيين.

بالرغم من السيطرة الميدانية الكبيرة، لم تقع مواجهات كبيرة في العديد من المناطق مثل ريف دمشق وحمص، بل كانت تحركات القوات المعارضة مدروسة ومتقنة، ما سمح لها بفرض واقع جديد دون مقاومة عنيفة في هذه المناطق.

انشقاقات وهروب مسؤولي النظام

وفي ظل التدهور العسكري والسياسي، فر محافظ حلب جواً إلى محافظة حماة، في مؤشر واضح على انهيار النظام. تواصلت الاتصالات مع محافظ إدلب الذي أشار في البداية إلى صمود قوات النظام، لكن سرعان ما تحول الحديث إلى انسحابات كبيرة أمام هجمات الفصائل المسلحة.

سقوط حلب 

في 30 نوفمبر 2024، شهدت حلب انشقاقات كبيرة في صفوف قوات النظام، مع إزالة الحواجز الأمنية ورفع رايات المعارضة في عدة أحياء لأول مرة منذ 14 عامًا. استقبل السكان هذا التغيير كعلامة على نهاية مرحلة القمع والسيطرة النظامية.

انسحاب صامت لبشار الأسد

في القصر الرئاسي مساء ليلة السقوط، كل شي كان  ما هو عليه تقريبا، وفي مطار دمشق الدولى هبطت طائرة  دون أى اعلان مسبق تم توجيهها مباشرة الى ممر جانبي ، كان توقيت الهبوط والمسار الذى اتبعته الطائرة كلاهما لم يسجلا ضمن البروتوكولات المعتادة، فقد تفاجأ بوجود طائرة غير مسبوقة وقفت في مكان غير معتاد، داخل اسوار القصر سجل تحركات غير اعتيادية، سيارتان دخلاتا من البوابات الخلفية بهدوء تام بعيد عن المسارات المعتادة ومن دون وجود جانبي لعناصر الحراسة، الاجراءات التى اتبعت تلك الليلة خرجت عن عن البروتوكول المألوف .. إذ يغادر بشار الاسد مكتبه دون أن يأخد شي… يمشي في ممرات القصروحده دون تعليمات ولا مرافقة ، أوقفوا الحركة أوقفوا البوابات.. أغلقوا البوابة السابعة أغلق البوابة 11 حتى لو كانوا يستطيعون لاغلقوا أبواب السماء لكي يمر بشار الأسد لنتفاجأ بسيارات تدخل بسرعة لا توصف وفتحت أبوابها وإذ ببشار الأسد خرج وصعد الطائرة في اللحظة الأخيرة دون إعلان يسبق الرحيل مجرد انسحاب صامت لرجل لم يعد يملك شي، من داخل قمرة القيادة أخد الاذن بالحركة، وتحركت الطائرة ببطي نحو وجه غير معلنه.. وجلس بشار الأسد بجانب النافذة يطيل النظر نحو مدينة تغادره كما غادرها بصمت . 

وتجاوزت الطائرة الساعه الـ3 فجرا، وتقلع الطائرة ثم تهبط في القاعدة الروسية، ليبدأ فصل جديد من حالة التوتر، حيث تفيد المعلومات بان بشار الاسد وأبنائه بقوا في قاعدة حميميم الجوية لبضع ساعات. لتجهيز طائرة تستطيع التخفي عن أجهزة الرادار وتأمينها ومن ثم اقلاعها بأمان الى العاصمة الروسية موسكو.. ليحط بها الاسد للأول مرة بلا رتبة. 

اجتماع بوتين والملحق العسكري الروسي

وعقب لقاء مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قام الملحق العسكري الروسي بتنسيق الجهود العسكرية، إلا أن المحاولات لم تنجح في استعادة زمام الأمور.فقد تصاعدت الأحداث حتى وصلت إلى ذروتها في أوائل ديسمبر، مع رفض بشار الأسد للتسويات المقترحة.

حلب.. قبل الحرب

قبل الحرب، كانت حلب نموذجًا للتعايش بين مختلف الطوائف والمكونات الاجتماعية، حيث كانت الأسواق تمزج اللهجات والتقاليد دون مشكلات. المدينة لم تكن بحاجة لشعارات التسامح لأنها كانت تُجسّد الحياة المشتركة في تفاصيلها اليومية.

 بداية حقبة جديدة في الصراع السوري

سقوط حلب يمثل نقطة تحول جوهرية في الصراع السوري، حيث اختفت صورة النظام المتحكم وتم تعزيز مكانة الفصائل المسلحة التي باتت تسيطر على المشهد، مقدمة واقعًا جديدًا ينعكس على مستقبل سوريا والمنطقة بأكملها.

تم نسخ الرابط