قمة ثنائية مرتقبة.. قلق أوكراني من الموقف الأمريكي ومطالب بضمانات أمنية |فيديو

يستعد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للتوجه إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، برفقة عدد من القادة الأوروبيين، في خطوة يترقبها المجتمع الدولي بقلق بالغ، خاصة في ظل المخاوف الأوكرانية من احتمال تعرضه لضغوط سياسية خلال لقائه المرتقب مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بحسب غيث مناف، مراسل القاهرة الاخبارية.
وتابع غيث مناف: "هذه الزيارة تأتي في وقت حساس للغاية، حيث لا تزال الحرب الروسية الأوكرانية مشتعلة منذ أكثر من عامين، فيما تتزايد التساؤلات حول الموقف الأمريكي ومدى التزامه بدعم كييف في مواجهة موسكو".
تفاؤل دبلوماسي وقلق شعبي
وأوضح غيث مناف، مراسل قناة القاهرة الإخبارية من كييف، أن الدبلوماسية الأوكرانية تسعى إلى إظهار تفاؤلها بشأن نتائج هذا اللقاء المرتقب، لكن المراقبين داخل أوكرانيا عبّروا عن قلقهم مما وصفوه بـ«الانجراف الأمريكي» نحو تلبية بعض المطالب الروسية، وتأتي هذه المخاوف بعد تصريحات عدة لمسؤولين أمريكيين، بينهم الرئيس ترامب نفسه، الذين لمحوا إلى إمكانية مطالبة أوكرانيا بتقديم تنازلات بشأن إقليم دونباس.
وواصل غيث مناف: "هذا الطرح يثير هواجس الأوكرانيين الذين يخشون من أن تتحول المفاوضات إلى وسيلة للضغط على كييف للتراجع عن مواقفها الثابتة، وهو ما يتعارض مع تطلعات الشعب الأوكراني الذي يرفض أي تنازل عن سيادة أراضيه".
تمسك أوكراني بالسيادة الوطنية
وخلال لقائه الأخير مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، جدد زيلينسكي موقفه الحاسم بأن بلاده لن تتنازل عن أي جزء من أراضيها المحتلة، مؤكداً أن شبه جزيرة القرم ستبقى أوكرانية ولن يتم الاعتراف بها كجزء من روسيا مهما طال أمد الصراع.
وأوضح غيث مناف أن الحفاظ على وحدة الأراضي الأوكرانية هو خط أحمر لا يمكن تجاوزه، مشيراً إلى أن أي حلول وسط أو تسويات تتجاهل هذا المبدأ لن تكون مقبولة لا شعبياً ولا رسمياً.
هذا الموقف يأتي في إطار الجهود الأوكرانية الرامية إلى كسب المزيد من الدعم الأوروبي، خاصة مع حرص كييف على التأكيد أن معركتها ليست فقط دفاعاً عن أراضيها، بل أيضاً عن أمن أوروبا واستقرارها.
رسائل ترامب المثيرة للجدل
وأشار غيث مناف إلى أن تصريحات الرئيس الأمريكي ترامب الأخيرة على منصته «تروث» جاءت مثيرة للجدل، إذ حملت رسالة واضحة إلى أوكرانيا مفادها أن أمامها خياراً وحيداً هو «التنازل الآن أو خسارة المزيد من الأراضي لاحقاً»، هذه التصريحات اعتُبرت في كييف بمثابة ضغط علني على القيادة الأوكرانية، خصوصاً وأنها تعكس توجهات قد تُترجم في صورة ضغوط سياسية مباشرة خلال اللقاء المرتقب بين ترامب وزيلينسكي.
غير أن الرئيس الأوكراني لم يتأخر في الرد، حيث شدد على أن بلاده لن تقبل بمبدأ المقايضة على الأرض مقابل السلام، مؤكداً أن أي نقاش حول تسويات مستقبلية يجب أن يتم بعد دراسة دقيقة للشروط الروسية، مع رفض قاطع لأي اعتراف دولي بالسيطرة الروسية على الأراضي المحتلة.
الحاجة إلى ضمانات أمنية قوية
وفي ختام مداخلته، أوضح غيث مناف أن زيلينسكي يركز في هذه المرحلة على ضرورة حصول بلاده على ضمانات أمنية قوية تكفل مستقبلها السياسي والعسكري. ويأتي ذلك سواء عبر تسريع انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي، أو من خلال دعم أمريكي وأوروبي مباشر لبناء جيش أوكراني قوي قادر على مواجهة التحديات.
كما شدد الرئيس الأوكراني على أهمية تفعيل آليات ردع مشابهة للمادة الخامسة من ميثاق حلف شمال الأطلسي (الناتو)، التي تنص على أن أي اعتداء على دولة عضو يُعتبر اعتداءً على جميع الدول الأعضاء، وهو ما يراه ضرورياً لضمان أمن بلاده في مواجهة أي محاولات روسية مستقبلية للتوسع.