محلل فلسطيني: إسرائيل تضيق فرص التهدئة ومصر تواصل دورها الدبلوماسي|فيديو

أكد الدكتور صلاح عبد العاطي، رئيس الهيئة الدولية لدعم فلسطين، أن الأفق أمام أي اتفاق مع حكومة الاحتلال بات يزداد ضيقًا يومًا بعد يوم، حتى في فرص الوصول إلى تهدئة جزئية، رغم الجهود الكبيرة التي تبذلها مصر وقطر والوسطاء الدوليون.
إسرائيل الكبرى ومخاطر التوسع
وأشار صلاح عبد العاطي، خلال مداخلة هاتفية لبرنامج "اليوم" المذاع على فضائية DMC، إلى أن الوضع الراهن يكشف عن استمرار الاحتلال في التصعيد، وسط تجاهل متعمد لكل النداءات الدولية الداعية لوقف العدوان على غزة، وهو ما يعقد فرص التوصل إلى أي حلول مرحلية أو اتفاقات للتهدئة.
وأوضح صلاح عبد العاطي أن حكومة الاحتلال ماضية في تنفيذ مخططات تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية برمتها، في إطار مشروع استيطاني توسعي يعرف باسم "إسرائيل الكبرى".
استمرار الاحتلال في التصعيد
وبيّن صلاح عبد العاطي أن هذه المخططات لا تستهدف الفلسطينيين وحدهم، وإنما تمس الأمن القومي العربي بأكمله، مما يجعل القضية الفلسطينية ليست مجرد قضية محلية، بل قضية عربية وإقليمية ودولية ذات أبعاد استراتيجية.
وأضاف صلاح عبد العاطي أن إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي الأخير حول نوايا التوسع يعكس بوضوح أن الاحتلال لم يكن يومًا معنيًا بالسلام أو بإيجاد حل عادل، بل يسعى إلى فرض واقع جديد على الأرض يهدد استقرار المنطقة بأسرها.
الاحتلال كيان استعماري توسعي
وأكد صلاح عبد العاطي أن إسرائيل منذ نشأتها لم تعلن حدودًا واضحة لها، ما يجعلها كيانًا استعماريًا توسعيًا قائمًا على فرض الأمر الواقع بالقوة.
وشدد صلاح عبد العاطي على أن استمرار هذا النهج لا يمثل خطرًا على الشعب الفلسطيني فحسب، بل يهدد أيضًا السلم والأمن الإقليمي والدولي، لافتًا إلى أن استمرار سياسة التوسع والتهجير قد يفتح الباب أمام صراعات إقليمية لا تحمد عقباها.
وأشار صلاح عبد العاطي إلى أن مواجهة هذه المخططات لا يمكن أن تتحقق إلا عبر موقف عربي وإسلامي ودولي موحد، يضع حدًا لانتهاكات الاحتلال ويجبره على وقف جرائمه ضد المدنيين الفلسطينيين.
وقف الحرب مدخل الحلول
وفي معرض حديثه، شدد صلاح عبد العاطي على أن وقف حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة هو المدخل الأساسي لوقف المخططات الإسرائيلية التوسعية.
وأوضح صلاح عبد العاطي أن استمرار العدوان وما يصاحبه من حصار خانق يفاقم الأوضاع الإنسانية بشكل غير مسبوق، ويمنع إدخال المساعدات الأساسية التي يحتاجها سكان القطاع المحاصر.
كما أشا صلاح عبد العاطي ر إلى أن الجهود المصرية تبقى الأمل الحقيقي في ضمان إدخال المساعدات الإنسانية وفتح المجال أمام إعادة الإعمار، باعتبارها خطوة ضرورية لإحباط مشاريع الاحتلال، وعلى رأسها مخطط ضم الضفة الغربية وإعادة احتلال غزة.
إعادة الإعمار وتثبيت الحقوق
ولفت صلاح عبد العاطي إلى أن إعادة إعمار قطاع غزة لا تعد فقط خطوة إنسانية لمعالجة آثار العدوان، بل هي أيضًا أداة استراتيجية لعرقلة مشاريع الاحتلال الرامية إلى تهجير السكان وفرض وقائع جديدة على الأرض.
وأكد صلاح عبد العاطي أن عملية الإعمار تمثل رمزًا لصمود الشعب الفلسطيني، كما أنها تعكس قدرة المجتمع الدولي والعربي على الوقوف بوجه السياسات الإسرائيلية التي تهدف إلى اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم.

قدرة المجتمع الدولي والعربي
وختم صلاح عبد العاطي بالتأكيد على أن مواجهة الاحتلال تتطلب إرادة سياسية جماعية، تبدأ بوقف العدوان فورًا، وضمان تدفق المساعدات، والعمل على تحقيق الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية المستقلة، باعتبارها السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة.