محمود الأفندي: قمة ترامب وبوتين إعلان نهاية للناتو والاتحاد الأوروبي |فيديو

أكد الدكتور محمود الأفندي، الباحث في الشؤون الروسية، أن القمة الرئاسية التي جمعت بين الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب ونظيره الروسي، فلاديمير بوتين، مثلت نقطة تحول كبرى في المشهد الدولي، معتبراً أنها بمثابة "إعلان نهاية" لحلف الناتو والاتحاد الأوروبي بالمعنى الاستراتيجي.
أوضح محمود الأفندي، خلال مداخلة عبر تطبيق "زووم" من موسكو مع قناة إكسترا نيوز، أن هذه القمة لم تكن مجرد اجتماع دبلوماسي عابر، بل خطوة استراتيجية مدروسة من جانب موسكو، نجحت من خلالها في تحقيق أهدافها الرئيسية على الساحة الدولية، وفي مقدمتها إعادة رسم مسار النزاع في أوكرانيا.
السرية الروسية وأجندة القمة
أشار محمود الأفندي في الشؤون الروسية إلى أن السرية التي أحاطت بأجندة اللقاء بين بوتين وترامب لم تكن مصادفة، بل "خطة روسية أساسية"، هدفت إلى ضمان تحقيق أكبر قدر من المكاسب بعيداً عن الضغوط الإعلامية والسياسية الغربية.
وأوضح محمود الأفندي أن روسيا أدركت منذ البداية أن أي تسريبات حول مضمون القمة كانت ستفتح المجال أمام حملات تشويش غربية، لذلك فضلت موسكو أن تبقي المحادثات بعيدة عن التداول حتى تخرج بنتائج ملموسة تخدم مصالحها.
تغيير قواعد الصراع في أوكرانيا
من أبرز نتائج القمة، بحسب محمود الأفندي، نجاح روسيا في إقناع الإدارة الأمريكية بضرورة حل جذور الأزمة الأوكرانية، بدلاً من الاكتفاء بخيار وقف إطلاق النار أو تجميد النزاع، وهو الموقف الذي كانت تفضله القوى الغربية لسنوات طويلة.
وأضاف محمود الأفندي أن هذا الموقف يمثل "اختراقاً كبيراً" للقاعدة الغربية التي سعت لتكريس النزاع على حالته الحالية، مؤكداً أن الرؤية الروسية ترتكز على ضرورة إعادة صياغة الملف الأوكراني بشكل شامل، بما يضمن تحقيق الاستقرار على المدى البعيد.
ترامب ورسائله السياسية
أشار محمود الأفندي إلى أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب لم يتردد في تبني الموقف الروسي خلال القمة، حيث صرح بأن "مسار السلام أفضل من مسار وقف إطلاق النار"، وهو ما اعتبره الباحث دليلاً واضحاً على قبول واشنطن بالطرح الروسي الجديد.
وأوضح محمود الأفندي أن هذه التصريحات لم تكن مجرد كلمات دبلوماسية، بل رسائل مباشرة إلى الأوروبيين والأوكرانيين بأن الإدارة الأمريكية لم تعد مستعدة لدعم سياسة الاستنزاف العسكري، وأنها تميل إلى البحث عن تسوية جذرية تضع حدًا للنزاع.
الكرة في ملعب الأوروبيين
بحسب تحليل محمود الأفندي ، فإن المرحلة المقبلة ستحددها مواقف الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا من الطرح الجديد، حيث إن الولايات المتحدة أبدت ميولاً واضحة لتبني خيار السلام وفق الرؤية الروسية.
وقال محمود الأفندي: "الكرة الآن في ملعب الأوروبيين والأوكرانيين، فإذا قبلوا بتسوية شاملة قد نشهد بداية مرحلة جديدة من الاستقرار، أما إذا أصروا على المواقف التقليدية فستكون هناك ضغوط أمريكية غير مسبوقة عليهم".
الناتو والاتحاد الأوروبي
يرى محمود الأفندي أن القمة شكلت ضربة قوية لحلف الناتو، الذي قام طوال العقود الماضية على فكرة "الخطر الروسي"، موضحاً أن قبول واشنطن بالحلول الروسية يعني عملياً تقويض الدور الاستراتيجي للحلف وتقليل الحاجة إليه.
كما اعتبر محمود الأفندي أن الاتحاد الأوروبي بات أمام اختبار صعب، حيث لم يعد بإمكانه الاعتماد على الدعم الأمريكي غير المشروط، وهو ما يفتح الباب أمام خلافات داخلية قد تؤدي إلى مزيد من الانقسامات في الموقف الأوروبي من الحرب الأوكرانية.

روسيا النجاح والاستراتيجية
في ختام مداخلته، شدد الدكتور محمود الأفندي على أن روسيا نجحت في توظيف القمة لتحقيق مكاسب استراتيجية متعددة، من بينها كسر العزلة الغربية، وتثبيت دورها كطرف رئيسي في صياغة مستقبل أوروبا والعالم، وإعادة ترتيب علاقاتها مع الولايات المتحدة على أسس جديدة.
وشدد محمود الأفندي على أن هذه التحولات تجعل القمة بين بوتين وترامب حدثاً تاريخياً يتجاوز حدود الدبلوماسية التقليدية، لتصبح نقطة فاصلة في مسار العلاقات الدولية، وإعادة توزيع موازين القوى بين الشرق والغرب.