المفتي: الحِلْم والعفو والتسامح من القيم التي تؤدي لتحقيق التماسك المجتمعي| فيديو

قال الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، إن الأخلاق تنقسم إلى نوعين؛ أحدهما فطري يولد به الإنسان، والآخر مكتسب يتأثر بالتربية والبيئة، مؤكدًا أن على الأسرة والمدرسة ودور العبادة مسؤولية كبيرة في غرس القيم الأخلاقية كالحِلْم والتسامح في نفوس الأفراد منذ الصغر.

وأضاف المفتي، خلال لقائه مع الإعلامي حمدي رزق في برنامج "اسأل المفتي" المذاع على قناة "صدى البلد"، أن الصيام مدرسة عظيمة لضبط النفس وتنمية الأخلاق، مستشهدًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يفسق، فإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل: إني صائم، إني صائم».
ولفت إلى أن الصيام يساعد الإنسان على التحلي بمزيد من الصبر والرضا، كما يعلمه الْتماس الأعذار للناس، مؤكدًا أن بعض الصائمين لا يستفيدون من صيامهم إلا بالجوع والعطش، مستشهدًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش، ورب قائم ليس له من قيامه إلا السهر والتعب».

وأوضح نظير عياد إلى أن أحد أهم مقاصد الصيام هو تهذيب النفس والتقليل من طغيانها وجبروتها، مشيرًا إلى أن شهر رمضان أشبه بـ"كورس تدريبي" لمدة ثلاثين يومًا على العفو وكظم الغيظ وضبط النفس، وأن من لم يستفد من هذه الفرصة فقد حرم نفسه من الخير الكبير الذي أعده الله للصائمين.
الحِلْم والعفو والتسامح
وأكد مفتي الجمهورية على أن الحِلْم والعفو والتسامح من القيم التي تؤدي إلى تحقيق التماسك المجتمعي، مشيرًا إلى أن المحبة بين أفراد المجتمع هي أساس استقراره واستمراره، وأنه متى فُقدت المحبة والتسامح، حلت الفرقة والنزاعات، مشددًا أن رمضان فرصة عظيمة لاكتساب هذه القيم وتطبيقها في حياتنا اليومية.

الخلط بين الشريعة والفقه
وفي وقت سابق؛ أكد الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، على أن الخلط بين الشريعة والفقه، من أخطر ما يواجه الفكر الإسلامي المعاصر، مشيراً إلى أن هذا الخلط قد يؤدي إلى انحرافات فكرية ومنهجية، تتراوح بين الجمود والتطرف من جهة، والانفلات والتسيب من جهة أخرى.
وأوضح مفتي الجمهورية في حديثه الرمضاني المُذاع على قناتي "DMC والناس"، أن الشريعة هي المنهج الإلهي الذي أنزله الله لتنظيم حياة البشر، وتشمل العقائد، والعبادات، والمعاملات، والأخلاق، والتشريعات العامة التي تحقق مقاصد الدين الكبرى.