رتيبة النتشة: نتنياهو يعتمد استراتيجيات سياسية لكسب الوقت داخليًا وخارجيًا

قالت الدكتورة رتيبة النتشة، عضو هيئة العمل الأهلي الوطني الفلسطيني، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعتمد على استراتيجيات سياسية دقيقة لكسب الوقت في معركته الداخلية والخارجية.
استراتيجيات سياسية دقيقة
وأوضحت رتيبة النتشة أن نتنياهو يحاول التعامل مع ضغط عائلات الأسرى الإسرائيليين الذين يطالبون بتحركات سريعة، في الوقت ذاته يراقب الاحتجاجات الشعبية المتصاعدة في القدس وتل أبيب، والتي يُتوقع أن تتجاوز غدًا 100 ألف متظاهر، مهددة بتفجير النظام الاقتصادي وإدخال إسرائيل في مرحلة إضرابات شاملة قد تشل المواصلات والحياة العامة.
وأضافت رتيبة النتشة ، خلال تصريحاتها لقناة «القاهرة الإخبارية»، أن نتنياهو يسعى أيضًا لطمأنة الشارع الإسرائيلي من خلال الترويج لإجراءات تحرر الأسرى، إلا أن الشروط التي يطرحها تعجيزية، إذ تتضمن ما يشبه الاستسلام الكامل للفلسطينيين وتحقيق نصر سياسي وإعلامي كامل له، ما يوضح ازدواجية التكتيك السياسي الذي ينتهجه.
شروط إسرائيل التعجيزية
أشارت رتيبة النتشة إلى أن الشروط الإسرائيلية تشمل تسليم حركة حماس كامل أسلحتها، والتخلي الفوري عن حكم القطاع بعد الصفقة، إضافة إلى إقامة سلطة جديدة لا تمثل أي طرف فلسطيني قائم، سواء السلطة الوطنية أو منظمة التحرير أو حتى حركة حماس نفسها،إذ أن هذه الشروط تجعل الصفقة بعيدة المنال في الوقت الحالي، مؤكدة أن نتنياهو نفسه لا يملك تصورًا واضحًا عن الجهة التي يمكن أن تدير قطاع غزة بعد ما يصفه بـ«الاستسلام الكامل» للفلسطينيين.
وأكدت رتيبة النتشة أن هذا السيناريو يعكس محاولات نتنياهو لتحقيق مكاسب سياسية داخلية أمام الشارع الإسرائيلي، بينما يستمر في فرض شروط تعجيزية على الفلسطينيين، ما يزيد من تعقيد الوضع ويجعل أي اتفاق حقيقي لتحرير الأسرى أمرًا صعب التحقيق على الأرض.
ضغط الشارع الإسرائيلي وتأثيره
لفتت رتيبة النتشة إلى أن استمرار الاحتجاجات الإسرائيلية وارتفاع أعداد المشاركين في الشارع سيزيد من الضغط على الحكومة، وقد يؤدي إلى اتخاذ إجراءات عاجلة أو تغييرات في الخطط العسكرية والسياسية المتبعة تجاه غزة.
وأستطردت رتيبة النتشة أن هذه الاحتجاجات، خصوصًا مع الدعوة إلى إضراب شامل، قد تهدد بتحريك الاقتصاد الإسرائيلي وتعطيل الخدمات العامة، ما يجعل الحكومة مجبرة على الموازنة بين الضغط الداخلي والاعتبارات الأمنية.
صعوبة إدارة قطاع غزة
أشارت رتيبة النتشة إلى أن أكثر ما يعيق تحقيق أي صفقة هو عدم وضوح الرؤية الإسرائيلية بشأن الجهة التي يمكن أن تتولى إدارة القطاع بعد تسليم حماس أسلحتها، مضيفة أن ذلك يضع نتنياهو أمام تحديات كبيرة في تطبيق شروطه، ويجعل أي اتفاق حول تحرير الأسرى غير مضمون.
وأكدت رتيبة النتشة أن إسرائيل تبحث عن مخرج سياسي وإعلامي داخلي أكثر من التركيز على الحلول الواقعية على الأرض.

السيناريو الفلسطيني والإسرائيلي
ختمت رتيبة النتشة تصريحها مؤكدة أن الشروط الإسرائيلية الحالية غير عملية على الأرض، وأن استمرار تكتيكات نتنياهو لكسب الوقت ستبقى رهينة التطورات الداخلية في إسرائيل، بما في ذلك الاحتجاجات الشعبية والضغط الاقتصادي، بينما يبقى تحقيق صفقة حقيقية لتحرير الأسرى الفلسطينيين معقدًا للغاية، ويحتاج إلى حلول وسطية واقعية بعيدًا عن الشروط التعجيزية المفروضة.