عاجل

بعد 2011 و2013 .. عبد الجليل الشرنوبي يكشف لماذا تحتاج مصر لتقوية الوعي الشعبي

الباحث عبد الجليل
الباحث عبد الجليل الشرنوبي

أكد عبد الجليل الشرنوبي، خبير شؤون الجماعات المتطرفة، أن مواجهة جماعة الإخوان الإرهابية تتطلب التركيز على معركة الوعي، مشيرًا إلى أن هذه المعركة تمثل صمام الأمان في الدولة، حيث يبدأ نجاحها من أبسط رجل في الشارع المصري.

تنظيم تحت الرعاية الدولية

 وأوضح عبد الجليل الشرنوبي، خلال لقائه في برنامج "مساء جديد" على قناة المحور الفضائية، أن التهديد الناتج عن تنظيمات الدين السياسي ازداد بعد عامي 2011 و2013، ما جعل مراجعة أدوات صناعة الوعي الموجهة إلى المواطن المصري أمرًا ضروريًا.

وأشار عبد الجليل الشرنوبي إلى أن الدولة المصرية تواجه نفسها أحيانًا، بسبب وجود مجموعات تحاول استغلال الظروف السياسية لتقويض استقرار الوطن، مؤكّدًا أن الشعب المصري يشكل الخط الدفاعي الأساسي، وأن الأمة قادرة على حماية نفسها مهما بلغت التحديات.

استغلال الظروف السياسية

وأوضح عبد الجليل الشرنوبي أن تنظيمات الدين السياسي، وعلى رأسها جماعة الإخوان، ليست مجرد جماعات محلية، بل هي تنظيمات وظيفية صُنعت تحت إشراف الإدارة العالمية منذ بدايات القرن الماضي، مشددًا على أن الفكرة القائلة بأن هذه التنظيمات تعمل فقط لصالح الدول العربية غير دقيقة. 

وأضاف عبد الجليل الشرنوبي أن هذه الجماعات ترفع معلومات تفصيلية عن نشاطاتها وأعضائها إلى رؤوس التنظيم سواء داخل القطر المصري أو خارجه، ما يجعلها جزءًا من شبكة دولية معقدة تُدار عن بعد.

جمع البيانات والمعلومات

وأشار إلى أن فكر الإخوان يقوم على جمع البيانات والمعلومات من أدق تفاصيل الحياة اليومية للمواطنين، سواء كانوا أعضاءً في التنظيم أو جزءًا من المجتمع المحلي، موضحًا أن هذه المعلومات تُستخدم في عمليات التخطيط والتحكم داخل الدول المستهدفة.

أكد عبد الجليل الشرنوبي أن المعركة ضد جماعة الإخوان لا يمكن أن تقتصر على الإجراءات الأمنية فقط، بل تتطلب استراتيجية وطنية شاملة تشمل التوعية المجتمعية، وتعزيز الثقافة الوطنية، وتحصين الشباب ضد الأفكار المتطرفة، موضحًا  أن أي محاولة لاكتشاف التهديد فجأة من خلال مراكز بحث أو مؤسسات خارجية ليست الحل، وإنما الأساس هو فهم تاريخ وطبيعة هذه الجماعات ودورها الوظيفي داخل المجتمع.

مواجهة التهديدات تتطلب استراتيجية

وشدد عبد الجليل الشرنوبي على أن نجاح المعركة ضد التنظيمات المتطرفة يبدأ من الشارع المصري، إذ إن المواطنين يمثلون الدرع الأول والأكثر تأثيرًا في منع انتشار الفكر المتطرف، مؤكدًا أن الشعب المصري قادر على الحفاظ على استقراره وأمنه بمساندة الدولة.

أوضح عبد الجليل الشرنوبي أن جماعة الإخوان تعتمد على وحداتها المنتشرة في مختلف القطاعات والمناطق لرفع بيانات تفصيلية تصل إلى قيادة التنظيم، سواء داخل مصر أو خارجها، بهدف مراقبة المواطنين والتأثير في توجهاتهم، مبينًا أن هذه المعلومات تستخدم لتحديد الاستراتيجيات والسياسات التي تساعد التنظيم على التمدد والتأثير على المجتمعات المستهدفة، ما يجعل المواجهة الأمنية وحدها غير كافية دون نشر الوعي الحقيقي بين المواطنين.

<strong>الإعلامي يوسف الحسيني</strong>
الإعلامي يوسف الحسيني

الوعي الوطني كخط دفاع أساسي

وأشارعبد الجليل الشرنوبي إلى أن التنظيمات المتطرفة تعتمد على استغلال أي ضعف في الثقافة الوطنية أو الاجتماعية لتعزيز نفوذها، مؤكّدًا أن فهم هذه الديناميكيات هو السبيل الأمثل لتقويض قدرة الجماعة على السيطرة والتأثير على الشارع المصري.

ختم  عبد الجليل الشرنوبي حديثه بالتأكيد على أن الوعي الوطني يمثل خط الدفاع الأول ضد كل محاولات جماعة الإخوان للتسلل والتأثير على المجتمع، إذ أن مراجعة أدوات صناعة الوعي وتعزيز التعليم القيمي والثقافة الوطنية لدى الشباب والمواطنين، هي الطريقة الأمثل لضمان حماية مصر من أي تهديدات مستقبلية، مؤكدًا أن الشعب المصري هو الركيزة الأساسية لاستقرار الوطن واستمراره في مواجهة كافة التحديات الداخلية والخارجية.

تم نسخ الرابط