عاجل

عادل أديب: السينما المصرية إرث عالمي متجدد وأمثلة للفكر والفن الراقي |فيديو

المخرج عادل أديب
المخرج عادل أديب

تحدث المخرج عادل أديب، عن عظمة الفن السينمائي المصري وإرثه التاريخي، مؤكدًا أن السينما في مصر كانت دائمًا متقدمة على غيرها في التاريخ الفني العالمي، قائًلا: "ثروة السينما المصرية ليست فقط غنية، بل متجددة باستمرار، مع ظهور مخرجين وجيل جديد يطلق عليهم "فلاسفة السينما"، الذين يقدمون أعمالًا فنية ذات رؤية عميقة ومبتكرة".

وأشار عادل أديب، خلال مداخلة هاتفية في برنامج "مساء جديد" على قناة المحور الفضائية، إلى أن مصر كانت من أوائل الدول التي عرضت الأفلام بعد اختراع السينما نفسها، حيث بدأت عروض الأفلام في الإسكندرية قبل شهر واحد فقط من ظهورها في أوروبا، مع إنتاج أول فيلم مشترك في باريس عام 1927، فضًلا عن أن أهم المبدعين والنساء الرائدات في صناعة السينما العالمية كنّ موجودات في مصر، من بينهم أول مخرجة في العالم، عزيزة أمير، مما يؤكد ريادة مصر في المجال السينمائي عالميًا.

الإبداع السينمائي المصري

استعرض عادل أديب أحد أهم أعماله، فيلم "هيستيريا"، الذي أخرجه منذ أكثر من 30 عامًا وكتب نصه الكاتب محمد بلال، وبطولة الفنان الكبير أحمد زكي، حيث وصف الفيلم بأنه يمثل نموذجًا للجسارة والجرأة الفنية دون أي إسفاف، مشيرًا إلى أن الشخصيات والقصص التي يطرحها الفيلم كانت تعكس الإنسان المصري الطيب وسط تحديات العصر والاقتصاديات العالمية والانفتاح الثقافي.

وأكد عادل أديب أن أفلام مثل "الممر" و"المنسي" تلهم الشباب المصري الحديث، وتقدم لهم أمثلة حقيقية على البطولة والتضحية والانتماء الوطني، مضيفًا أن جيل اليوم لم يشاهد الكثير من الإنتاجات القديمة وبالتالي يجب تعزيز وعيه بقيم وأصالة الفن المصري.

السينما ووسائل التواصل الحديثة

انتقل عادل أديب للحديث عن تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الثقافة السينمائية والفنية، موضحًا أن بعض الشباب اليوم يسعون لجني المال السريع عبر تطبيقات مثل تيك توك، متجاهلين القيم الحقيقية للفن والعمل الجاد، وابتعدوا عن الالتزام بالمجهود العلمي والفكري الذي يتطلبه الإنتاج الفني الهادف.

وأشار عادل أديب إلى أن هذه الظاهرة أضعفت رؤية الشباب للشخصيات الملهمة والفن الرفيع، مما جعل بعضهم يتحايل على الحياة ويتبنى نمطًا استهلاكيًا سطحيًا بعيدًا عن التراث الثقافي، وهو ما يمثل تحديًا للجيل الحالي في الحفاظ على الإرث الفني المصري.

تعليم الأجيال الفن والثقافة

شدد عادل أديب على ضرورة تعليم الأجيال الجديدة تقدير الفن الراقي والتراث السينمائي المصري، معتبرًا أن التعرف على أعمال كبار المخرجين والممثلين مثل أحمد زكي ومشاهدة الأفلام القديمة، يمنح الشباب مفاهيم صحيحة عن المثابرة والابتكار والإبداع، إذ أن السينما ليست مجرد تسلية، بل مدرسة للثقافة والفكر، ويمكن من خلالها نقل القيم الإنسانية والوطنية.

وأكد عادل أديب أن تعزيز الوعي السينمائي يتطلب دعمًا من المدارس والمؤسسات الثقافية والإعلامية، مع توفير نسخ محفوظة من الأفلام القديمة وتسهيل الوصول إليها، حتى يتمكن الجميع من الاطلاع على الإنجازات الفنية التي حققتها مصر عبر التاريخ.

<strong>الإعلامي يوسف الحسيني </strong>
الإعلامي يوسف الحسيني 

الفكر السينمائي المصري 

واعتبر عادل أديب السينما المصرية إرثًا عالميًا يمكن أن يستفيد منه صناع الفن حول العالم، حيث استشهد بحقيقة أن "ويل ديزني" نفسه استلهم بعض تقنيات الرسوم المتحركة من الفن المصري القديم في معابد أسوان، فضًلا عن أن مصر تمتلك قاعدة واسعة من الشخصيات الملهمة في مختلف المجالات، من السينما والأدب إلى العلوم، مثل أحمد زويل، نجيب محفوظ، ود. مجدي يعقوب، والتي يجب دمج قصصهم في التعليم الفني والثقافي.

وختم عادل أديب حديثه بالتأكيد على أن المحافظة على التراث السينمائي وتعليم الشباب قيم الفن والثقافة، يمثل السبيل لتعزيز الهوية الوطنية والفكر الراقي، وخلق أجيال قادرة على الابتكار والإبداع، محافظة على إرث مصر الغني والمتميز عالميًا.

تم نسخ الرابط