كارثة بيئية في رأس البر.. نهر النيل يتحول إلى مستنقع للصرف الصحي
في واقعة بيئية وصحية خطيرة هزت مدينة رأس البر بمحافظة دمياط، رصدت "نيوز رووم" خلال جولة ميدانية ضخمة تدفق كميات كبيرة من مياه الصرف الصحي عبر ماسورة ضخمة أسفل كوبري رأس البر، لتصب مباشرة في مياه نهر النيل دون أي معالجة أو رقابة حكومية.
هذه الكارثة أثارت غضب واستياء السكان الذين طالبوا الجهات المعنية بالتدخل العاجل للحفاظ على النهر، شريان الحياة الذي تعتمد عليه ملايين الأسر في الشرب والزراعة والصيد.
شكاوى الأهالي
وأفاد السيد محمد، أحد سكان رأس البر، أن ماسورة الصرف الصحي تسربت المياه الملوثة منذ فترة طويلة دون أي تحرك جدي من الجهات المسؤولة.
وقال: "نهر النيل هو موردنا الأساسي للحياة، لكن ما يحدث الآن يهدد صحتنا وحياتنا، نحن نشرب من هذه المياه ونستخدمها لري أراضينا الزراعية، وأطفالنا معرضون للإصابة بأمراض خطيرة نتيجة هذا التلوث."
وفي ذات السياق، عبرت السيدة فاطمة عبد الله، ربة منزل، عن قلقها الشديد من الأوضاع المتدهورة، مشيرة إلى أن الروائح الكريهة التي تنبعث من مكان التسرب أصبحت لا تطاق، إضافة إلى انتشار الحشرات والقوارض في محيط الكوبري.
وقالت: "الخطر لا يقتصر على الروائح فقط، بل يهدد مرضى الكبد والكلى والأطفال بشكل خاص، نطالب بحل سريع لهذا الكابوس."
تجمعات من الصيادين
كما رصدت "نيوز رووم" تجمعات من الصيادين الذين أعربوا عن خوفهم من تأثير هذا التلوث على الثروة السمكية التي تمثل مصدر رزق رئيسي لآلاف الأسر في دمياط.
وصرح الحاج محمود البحيري، صياد قديم بالمدينة، قائلاً: "إذا استمر تدفق مياه الصرف في النهر بهذا الشكل، فمن المتوقع نفوق أعداد كبيرة من الأسماك، وهذا يعني خسارة كبيرة لنا وللناس الذين يعتمدون على الصيد كمصدر للدخل."
وطالب الأهالي الدكتور أيمن الشهابي، محافظ دمياط، بالتدخل العاجل وتكليف الجهات المختصة بوقف هذا التصريف المخالف، محاسبة المسؤولين عن الإهمال، ووضع خطة عاجلة لإصلاح الوضع البيئي في رأس البر.
وأكدوا أنهم تقدموا بشكاوى عدة إلى الجهات المحلية، إلا أن ردود الفعل كانت مخيبة ولم تُسفر عن إجراءات فعالة حتى الآن.
خبراء البيئة
يأتي هذا في وقت يحذر فيه خبراء البيئة من مخاطر تصريف مياه الصرف الصحي دون معالجة في نهر النيل، لما لذلك من انعكاسات صحية وبيئية واقتصادية خطيرة، أبرزها انتشار الأمراض المعدية، وتدهور نوعية المياه، وتراجع الثروة السمكية، وتلوث الأراضي الزراعية المعتمدة على مياه النهر.
ويؤكد المختصون على ضرورة تشكيل لجنة فنية عاجلة لفحص مصدر الماسورة وتحديد أسباب استمرار تدفق مياه الصرف، بالإضافة إلى وضع خطة عاجلة لإيقاف التلوث وإعادة تأهيل المنطقة، حفاظًا على صحة المواطنين وصونًا لحق الأجيال القادمة في مياه نهر نظيفة وآمنة.
"نيوز رووم" ستواصل متابعة هذا الملف عن كثب حتى تتحرك الجهات التنفيذية لوضع حد لهذه الكارثة البيئية التي تهدد صحة وأمن آلاف الأسر في دمياط وكل من يعتمد على مياه النيل.
