عاجل

بوتين يضع شروطا لإنهاء حرب أوكرانيا خلال قمة «ألاسكا».. ما هي؟

ترامب وبوتين في قمة
ترامب وبوتين في قمة ألاسكا

أفادت تقارير إعلامية أمريكية وبريطانية، اليوم السبت، بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قدم خلال قمة ألاسكا التي جمعته مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب عرضًا لإنهاء الحرب في أوكرانيا، يشترط فيه انسحاب القوات الأوكرانية من منطقتي دونيتسك ولوجانسك كمرحلة أولى نحو تجميد القتال في الجبهات الأخرى.

وذكرت صحيفة فاينانشال تايمز أن بوتين أكد لترمب استعداده لتجميد خطوط المواجهة في بقية المناطق، لا سيما في زابوريجيا وخيرسون، إذا استجابت كييف لمطالبه بالانسحاب من المنطقتين الشرقيتين.

ترامب ينقل العرض إلى زيلينسكي وأوروبا

نقلت الصحيفة عن أربعة مصادر أن ترامب أبلغ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، خلال اتصال هاتفي اليوم السبت، بتفاصيل المقترح الروسي، داعيًا إياه إلى التخلي عن فكرة اتفاق مؤقت لوقف إطلاق النار والتركيز بدلًا من ذلك على معاهدة سلام شاملة.

كما وكالة "رويترز" نقلًا عن مصدر مطلع أن ترامب أوضح لزيلينسكي أن بوتين عرض تجميد القتال في المناطق الأخرى من أوكرانيا شريطة انسحاب كييف من دونيتسك ولوجانسك، مشيرًا إلى أن بوتين تعهد بعدم تنفيذ أي هجمات إضافية ضمن هذا الإطار.

كما أشار تقرير وول ستريت جورنال إلى أن ترامب أبدى خلال المكالمة مع القادة الأوروبيين استعداده لتقديم ضمانات أمنية مباشرة لأوكرانيا في حال الوصول إلى اتفاق سلام، وهو ما اعتبره البعض تغييرًا جوهريًا في موقف واشنطن.

بوتين: تجميد الجنوب مقابل الانسحاب من الشرق

وأوضحت "فاينانشال تايمز" أن بوتين اقترح في مقابل الانسحاب الأوكراني من دونيتسك ولوجانسك، أن يتم تجميد خطوط التماس في خيرسون وزابوريجيا، مؤكدًا أنه لا ينوي القيام بهجمات جديدة، لكنه متمسك بما وصفه بـ"معالجة الأسباب الجذرية" للنزاع، وعلى رأسها رفض تمدد الناتو شرقًا.

وذكر مسؤول سابق في الكرملين أن بوتين أبدى استعدادًا لمناقشة تسويات في ملفات أخرى، بما فيها قضية الأراضي، بشرط أن يتم التعامل مع المخاوف الروسية المتعلقة بالأمن القومي.

قمة بلا نتائج معلنة.. وتفاهمات خلف الكواليس

عُقد اللقاء بين ترامب وبوتين أمس الجمعة في ولاية ألاسكا ، واستمر نحو ثلاث ساعات، وهي أول قمة تجمعهما منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022، ورغم أن المؤتمر الصحفي الختامي لم يسفر عن اتفاقات علنية، إلا أن تقارير أكدت وجود تفاهمات أولية بقيت طي الكتمان.

موقف كييف: لا تنازل عن الأراضي

بحسب مصادر مقربة من الرئيس الأوكراني، فإن زيلينسكي يرفض رفضًا قاطعًا الانسحاب من دونيتسك أو تقديم أي تنازل إقليمي دائم، لكنه منفتح على مناقشة المسائل الحدودية خلال لقائه المتوقع مع ترامب في واشنطن، أو ضمن اجتماع ثلاثي محتمل يضم ترمب وبوتين.

وبحسب نيويورك تايمز، أبلغ ترامب القادة الأوروبيين بعد اللقاء أن خطته ترتكز على إنهاء الحرب عبر التخلي عن المناطق التي لا تسيطر عليها أوكرانيا حاليًا، وتوقيع اتفاق شامل بدلًا من الاكتفاء بوقف مؤقت لإطلاق النار.

وأشارت الصحيفة إلى أن ترامب تراجع عن مطلب وقف فوري لإطلاق النار، بعدما تبنى مقترح موسكو بشأن التنازل عن أجزاء من إقليم دونباس.

إقليم دونباس بين المعركة والسلام

يتألف إقليم دونباس من منطقتي دونيتسك ولوجانسك، ويمتد من ماريوبل في الجنوب إلى الحدود مع روسيا شمالًا، وتسيطر روسيا حاليًا على نحو 70% من دونيتسك، بينما تبقى المدن الغربية في أيدي القوات الأوكرانية، وتشكل نقاطًا حيوية في دفاعاتها.

وفيما أعربت بعض العواصم الأوروبية عن مخاوفها من المقترح الروسي - الأميركي، شددت كييف على أن أي تنازل دائم عن الأراضي ينتهك الدستور الأوكراني، وأن الحدود الدولية لا يمكن أن تتغير بالقوة.

مواقف دولية متباينة ومطالب روسية إضافية

بحسب مصادر مطلعة، لم يتطرق ترامب خلال الاتصال إلى فرض أي عقوبات جديدة على روسيا، لكن القادة الأوروبيين جددوا التزامهم بمواصلة الضغط الاقتصادي على موسكو.

كما طالب بوتين خلال القمة، وفقًا للمصادر، بضمانات لاحترام اللغة الروسية كلغة رسمية في أوكرانيا، وحماية الكنائس الأرثوذكسية التابعة لروسيا.

ترامب يسعى لاجتماع ثلاثي.. وبوتين يرفض لقاء زيلينسكي

أعرب ترامب عن رغبته بعقد اجتماع ثلاثي يجمعه مع بوتين وزيلينسكي لبحث التسوية المحتملة، لكن الكرملين رفض ذلك حتى الآن، معتبرًا أن زيلينسكي "رئيس غير شرعي"، بحسب ما نقله المسؤولون.

ورغم أن الاجتماع لم يسفر عن نتائج رسمية، فإن مراقبين يعتبرون قمة ألاسكا نقطة انطلاق لمسار تفاوضي طويل، قد يعيد تشكيل ملامح الحرب والسلام في أوكرانيا خلال الأشهر المقبلة.

تم نسخ الرابط