عاجل

ماك شرقاوي: ترامب يتجنب الأسئلة.. والقمة الرمزية تضع الأساس لمفاوضات مستقبلية

المحلل السياسي الأمريكي
المحلل السياسي الأمريكي ماك شرقاوى

قال الدكتور ماك شرقاوي، المحلل السياسي الأمريكي، حول كلمة ترامب المختصرة خلال المؤتمر الصحفي عقب القمة أن ترامب تعمّد أن تكون كلمته قصيرة، بوضوح: لا يوجد اتفاق لكي يكون هناك اتفاق. بمعنى آخر، لم يتم التوافق على أن هذه القمة ستكون قمة حسم، لكنها وصلت إلى نقاط متفق عليها إيجابية، بالتأكيد، فيها تكسير للثلوج، ومرونة في التعامل مع المفاوضات القادمة".

وأضاف شرقاوي: "الأفق الآن مفتوح أمام مفاوضات مستقبلية. لكن تفادي ترامب للأسئلة الصحفية يكشف عن غياب متعمد للشفافية، فقد تجنب الرد على أسئلة الصحفيين رغبة في تقييد التفاصيل المؤثرة حول ما جرى داخل القمة، ثم انسحب سريعًا. وسبب ذلك في رأيي أنه أراد الاحتفاظ بخيار إعادة التفاوض لاحقًا دون التزام علني".

 ماذا حققت القمة ؟ وهل هناك نتائج واقعية؟

وهلق شرقاوي على نتائج القمة قائلًا: "التوقعات من هذه القمة كانت محدودة، والنتائج جاءت متوقعة. تم الحديث عن أدوات ضغط اقتصادية مشروطة بالسلام ووقف إطلاق النار وإنهاء العملية العسكرية في أوكرانيا. ترامب كان واضحًا بقوله إنه لن يُستأنف أي نشاط تجاري مع روسيا إلا إذا توقفت الحرب".

وتابع: "الرئيس ترامب قال بوضوح: إذا لم يتم التوافق على وقف إطلاق النار، ستكون هناك عقوبات مغلظة على روسيا، وقد أرسل هذا التهديد القوي حتى قبل بدء القمة من الطائرة الرئاسية".

وتابع: "لكن القمة انتهت دون إعلان وقف إطلاق نار أو اتفاق ملموس. كما وُصف اللقاء بأنه مثمر، لكن الحقيقة أن ما جرى هو ضمن تفاهمات أولية فقط، لا يمكن الاعتماد عليها سياسيًا أو ميدانيًا حتى الآن".

بوتين كسب رمزية.. وترامب يتحرك نحو نوبل

أشار الدكتور شرقاوي إلى أن المستفيد الأكبر من القمة هو بوتين، حيث قال: "بوتين خرج من القمة وهو يملك مكاسب رمزية هائلة، وأهمها الشرعية الدبلوماسية، بعد أن جلس على قدم المساواة مع ترامب وتفادى أي عقوبات جديدة".

وتابع: "لم يتم التطرق أو تنفيذ مذكرة الاعتقال الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية ضد بوتين، في قضية ترحيل 20 ألف طفل من أوكرانيا. وهذا كله يُعزّز موقف بوتين الداخلي في روسيا".

كما أشار إلى أن بوتين وجه دعوة لترامب لزيارة موسكو مستقبلًا، وقال: "هذا بحد ذاته مؤشر على أن هناك استعدادًا فعليًا لمفاوضات قادمة".

الخطوة التالية بعد القمة

حول ما بعد القمة، يوضح شرقاوي: "نستطيع أن نقول إن القمة كانت خطوة أولى رمزية، ولم تُسفر عن أي وقف لإطلاق النار أو اتفاقية قابلة للتنفيذ".

واستطرد قائلًا: "لكنها وضعت الأساس، وأذابت الجليد بين الجانبين، وفتحت مجالًا للتفاوض على مستوى الرؤساء، لا فقط على مستوى مفاوضين. وقد مهد ستيف فودكوف الأرض لهذا الاجتماع، لكن اللقاء المباشر بين ترامب وبوتين كان ضروريًا".

وأضاف: "الخطة بعد القمة تشمل خطوط اتصال جديدة، وقد تكون هناك مشاورات ثلاثية أو زيارات متبادلة قادمة، وربما تسوية مبدئية. لكنها حتى الآن لا تستند إلى مشاركة حقيقية من أوكرانيا أو حلفائها، مثل بريطانيا أو الاتحاد الأوروبي".

قال شرقاوي بوضوح: "ما جرى في القمة لن يُوقف حلفاء أوكرانيا. أوروبا ستمضي قدمًا في تعزيز الدعم العسكري والدبلوماسي لكييف". مؤكداًَ: "لا يوجد تغيير جذري في العلاقات الأمريكية الروسية بعد القمة. العقوبات ما زالت قائمة، وربما لا تفرض واشنطن عقوبات جديدة الآن، لكنها تحتفظ بها كورقة ضغط في الوقت المناسب".

وأضاف: "ترامب يُمسك بخيوط اللعبة، ما بين الشد والجذب، الجزرة والعصا. ورغم غياب المعايير الواضحة، فإن هناك تهديدًا أمريكيًا جديًا لروسيا في حال استمرار العملية العسكرية".

 ترامب يريد نهاية سريعة.. ونوبل هدفه؟

اختتم د. شرقاوي تصريحه بالقول: "أعتقد أن ترامب يريد الانتهاء من هذه الأزمة بأسرع وقت ممكن، ليس فقط لأسباب سياسية داخلية، ولكن لأنه يسعى لأن يُتوّج بجائزة نوبل للسلام، إذا نجح في إيقاف الحرب وفتح مسار دبلوماسي واقعي".

تم نسخ الرابط